في ختام مباريات الجولة الثانية من الدور الأول امتحان قوي لمنتخبات المجموعة الرابعة تدرك مساء اليوم نهائيات أمم إفريقيا الجارية في دولة غينيا الاستوائية نهاية جولتها الثانية بإجراء المباراتين الأخيرتين عن هذا الدور من المجموعة الرابعة، وهي المجموعة التي ستخوض منتخباتها الأربعة مباراتي اليوم فوق صفيح ساخن على ضوء نتائج مباراتي الجولة الأولى، حيث افترقت جميع المنتخبات على وقع التعادل. مالي - كوت ديفوار (سا 17.00) مواجهة معقّدة يخوض المنتخبان المالي والإيفواري مواجهة اليوم بمعالم جدّ معقّدة، فبعد أن كانت كفّة الفوز تميل قبل انطلاقة هذه الدورة لمصلحة (الفيلة)، إلاّ أن الوجه الذي قدّمه زملاء سيدو كايتا في مواجهتهم الأولى أمام المنتخب الكاميروني بفرضهم التعادل أخلط أوراق المجموعة، وبات منتخب مالي ضمن المرشّحين لانتزاع إحدى تأشيرتي هذه المجموعة. توري ورفقاه يسعون إلى انطلاقة جديدة يسعى توري ورفاقه إلى تقديم انطلاقة قوية وتحقيق الفوز في مباراة اليوم أمام مالي، لكن (أفيال) كوت ديفوار يرفضون خوض المباراة على أنها مواجهة محسومة، خاصّة وأن العديد من الفِرق غير المرشّحة فجّرت العديد من المفاجآت في النسخ الأخيرة وكان منها منتخبات غينيا الاستوائية، جزر الرأس الأخضر وبوركينا فاسو، حيث ضرب الأخير بالتوقّعات عرض الحائط وشقّ طريقه إلى النهائي في النسخة الماضية قبل أن يخسر بصعوبة أمام نظيره النيجيري. كوت ديفوار دون جيرفينيو سيخوض منتخب كوت ديفوار مواجهة اليوم دون نجمه جيرفينيو بسبب تصرّفه في مباراة غينيا، فقد أعصابه حينما كانت غينيا متقدّمة وتعدّى على كيتا بضربه في وجهه دون كرة التي تمكّن فيها منتخب (الأفيال) من التعادل على الرغم من النقص العددي بهدف حمل توقيع سيدو دومبيا، لاعب سيسكا موسكو الروسي، حيث تمّت معاقبته بمباراتين. واعتذر مهاجم روما الإيطالي الإيفواري جيرفينيو عن تعدّيه على نابي كيتا، لاعب غينيا، في المباراة التي جمعت الطرفين أمس في دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية (كان 2015)، والذي تسبّب في طرده. وقال اللاّعب في حسابه على إحدى الشبكات الاجتماعية: (أتقدم باعتذاري إلى الشعب الإيفواري وزملائي والجماهير ومنظّمي كان على هذا التصرّف الغاضب الذي لا يمثّلني، والذي لا يوجد مكان له في كرة القدم). توري يواصل يبحث عن الذات في غينيا الاستوائية يسعى النّجم الإيفواري يايا توري، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، لإثبات نفسه في منتخب بلاده والخروج من عباءة القائد السابق ل (الأفيال) ومهاجم تشيلسي المتصّدر ديديي دروغبا. دروغبا الذي أصبح إحدى العلامات المميّزة لمنتخب كوت ديفوار اعتزل اللّعب دوليا ليفسح المجال أمام توري لخوض أولى بطولاته الإفريقية بشارة القيادة. ولن تكون هذه الشارة هي الشيء الوحيد الذي سيضع توري تحت المنظار في البطولة ولا حتى كونه وصيف هدّافي فريقه الإنجليزي وأحد أعمدته في الفترة الأخيرة وإنما اختياره أفضل لاعب إفريقي في 2014 للمرّة الرابعة على التوالي. وكأس الأمم الإفريقية (كان 2015) هي المسرح الأفضل لإثبات أحقّيته بهذه الجائزة والتفوّق على أسطورة دروغبا الذي لم يتمكّن من قيادة منتخب بلاده إلى الفوز باللّقب. ويتمتّع توري بالقدرات اللاّزمة لهذا الإنجاز، فقد اكتسب خبرة كبيرة بعد مروره بالعديد من الأندية أبرزها أولمبياكوس اليوناني ومن بعده موناكو الفرنسي ثمّ برشلونة وأخيرا مانشستر سيتي، حيث بلغ قمّة النضج الكروي، فقد خاض معه 153 لقاء منذ انضمامه في 2010 وسجّل 45 هدفا حتى الأن، وهو معدل جيّد بالنّسبة للاعب وسط، خاصّة إذا ما قورن بالقائد السابق ل (الأفيال) دروغبا الذي سجل 100 هدف مع تشيلسي في الفترة بين 2004 و2012. تضاف إلى ذلك المهارات التي يتمتّع بها والقوة البدنية والرؤية الجيّدة للملعب والتسديدات القوية أحد الحلول الهجومية التي قد يحتاجها المنتخب الإيفواري في بعض المباريات. غينيا - الكاميورن (سا 20.00) كلّ شيء ممكن يتطلّع المنتخبان الكاميروني والغيني حين يلتقيان مساء اليوم بداية من الساعة الثامنة بالتوقيت الجزائري إلى تحقيق أول فوز لهما يضعهما قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني، علما بأن المنتخبين تعادلا في الجولة الأولى أمام كلّ من مالي وكوت ديفوار. ومن خلال هذا المنطلق ستطغى على اللّقاء إثارة وندية كبيرتان ويصعب التكهّن بهوية الفائز في ظلّ الوجه الجيّد الذي ظهر به المنتخب الغيني أمام كوت ديفوار والوجه الشاحب للاعبي الكاميرون أمام مالي. المنتخب الغيني سيواصل البحث لتفجير المفاجأة يتطلّع المنتخب الغيني في مباراة اليوم أمام منتخب الكاميرون إلى تفجير المفاجأة ويعلم أن الفوز على (الأسود) في هذه المجموعة سيكون بمثابة أكثر من نصف الطريق إلى الدور الثاني كخطوة أولى نحو تحقيق حلم التأهّل إلى المربّع الذهبي بقيادة مديره الفنّي الفرنسي ميشال دوساي الذي قاد الفريق في نسخة 2012. ورغم فشل المنتخب الغيني في الفوز بأيّ لقب في جميع بطولات كأس الأمم الإفريقية السابقة يمثّل الفريق دائما أحد المنتخبات صاحبة التاريخ الكبير في القارة السمراء نظرا للمستوى الجيّد الذي يقدّمه دائما في كلّ مشاركة له في النهائيات. ويعتمد دوساي على مجموعة بارزة من اللاّعبين لديهم خبرة كبيرة ومعظمهم من اللاّعبين المحترفين في أوروبا، وهو ما يمنح الفريق فرصة كبيرة للمنافسة بقوة في البطولة. ويبرز من هؤلاء اللاّعبين إبراهيما كونتي، نجم خطّ وسط فريق أندرلخت البلجيكي، ويتألّق إلى جواره في خطّ الوسط كيفن كونستانت، نجم طرابزون سبور التركي، حيث يسعى اللاّعبان لتعويض الفريق عن جهود باسكال فيندونو الذي سطع في صفوف الفريق في السنوات الماضية. وفي الهجوم يتألّق اللاّعب إبراهيما تراوري نجم بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني ومحمد ياتارا نجم ليّون الفرنسي. الكاميرون يريد إعادة رسم البسمة على شفاه عشّاقه يسعى المنتخب الكاميروني خلال مواجهته لمنتخب غينيا مساء اليوم لإعادة رسم البسمة على شفاه عشّاقه عقب الأداء المخيّب الذي قدّمه في كأس العالم 2014 في البرازيل. وتعدّ هذه المرّة ال 17 التي يشارك فيها منتخب الأسود في البطولة التي توّج بها أربع مرّات في نسخ 1984 و1988 و2000 و2002، وهي الفترة التي تعدّ بمثابة الحِقبة الذهبية للفريق، فيما كانت مشاركته الأولى عام 1970. وتغيّب (الأسود) الذين سبق لهم احتلال المركز الثاني مرّتين في نسختي 1986 و2008 والرابع مرّة واحدة عام 1992 عن آخر نسختين من البطولة عامي 2012 و2013، حيث لم يتمكّنوا من التأهّل إلى المنافسات. وخلال كأس العالم بالبرازيل العام الماضي قدّم الفريق أداء سيّئا، حيث لم يتمكّن من الحصول ولو على نقطة واحدة وتعرّض للهزيمة في كلّ مباراياته، حيث كان يلعب في المجموعة الأولى. وكانت الخسارة الأولى من المكسيك بهدف نظيف والثانية من كرواتيا برباعية نظيفة، تلتها الهزيمة من البرازيل صاحبة الضيافة بأربعة أهداف لهدف يتيمّ في واحدة من أسوأ مشاركاته في كأس العالم. وتسبّبت هذه النتائج في إثارة غضب الجماهير على المدرب الألماني، فولكر فينكه الذي كان قد تولي الفريق في 2013، إلاّ أن الاتحاد الكاميروني قرّر الإبقاء عليه بعد الأداء الجيّد في التصفيات المؤهّلة إلى كأس الأمم الإفريقية 2015. وتمكن الأسود من التأهّل إلى البطولة الإفريقية دون أيّ خسارة واحدة في التصفيات، ليتصدّروا المجموعة الرابعة بأربع نقاط حصدوها من تعادلين وأربعة انتصارات كان من ضمنها فوز ساحق على كوت ديفوار بنتيجة (4-1). ولم يكن مستغربا هذا التحوّل نظرا لأن فينكه يدرك كيفية التعامل مع اللاّعبين الأفارقة وكان يستخدمهم بصورة دائمة أثناء تدريبه لفرايبورغ الألماني، كما أنه معروف بقدرته التكتيكية والتعامل الجيّد مع نفسية اللاّعبين.