أعلنت مصادر خاصّة في كلّ من أوسلو وكوبنهاغن ولايبزيغ أن فروع حركة (بيغيدا) (وطنيون أوروبيون لوقف أسلمة الغرب) في عدد من الدول بدأت تعاني من حالة انهيار تحت وقع الانقسامات الداخلية في مركز الحركة الأمّ في ألمانيا. تفيد تلك المصادر بأن (الحركة ومؤيّديها فوجئوا بحجم المعارضة الشعبية لتوجّهاتها المعادية للإسلام، بالإضافة إلى عدم تجاوب اليمين التقليدي مع شعاراتها وتجنّب وسائل الإعلام الغربية منحها شرعية). وتبيّن أن أولى الضربات تلقّتها حركة (بيغيدا) في المدينةالدانماركية الثانية بعد كوبنهاغن، آرهوس، حيث أفادت مصادر (العربي الجديد) بأنه (تمّ حلّ فرع بيغيدا، هذا المساء، على إثر قدوم ثمانية أشخاص فقط إلى التظاهرة التي دعوا إليها المئات). وفي الوقت ذاته تبدو عملية التشظي قد أصابت الحركة الأمّ في درسدن في مقتل إثر خلاف شديد على خلفية مضي بعض (الشخصيات القيادية بالتحوّل إلى مجموعة محافظة تنزع عن وجهها القناع العنصري الذي لبسته في عدائها للجاليات المسلمة). وتضيف هذه المصادر: (سنشهد خلال فترة قريبة خروج شخصيات تشجّب التوجّه اليميني للحركة التي أسسوها على خطابات العداء للإسلام). ما واجهته حركة (بيغيدا) في لايبزيغ يبدو أنه أثّر كثيرا على مؤيّديها وفروعها في عدد من الدول تحت وقع تظاهرات اليساريين والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الأقلّيات. ففي المدينة الألمانية لايبزيغ دعت حركة منشقّة عن (بيغيدا) تحت اسم (ليغيدا) إلى تظاهرة ظنّت أن المشاركين لن يقلّوا عن 15 ألف كما في المرّات السابقة، فلم يحضر أكثر من 800 متظاهر يوم الجمعة الفائت. وعانت فروع الحركة أوّل من أمس الاثنين في عدد من المدن الأوروبية من تفتّت الحركة الأمّ ورفض النّاس لخطاباتها المتشدّدة، خصوصا وأن تصرّفاتها التي تحمل كراهية وعدوانية اتجاه مسلمي أوروبا ورسم شعارات عنصرية ونازية وتدنيس المساجد لم ترق للشارع والصحافة المحلّية، ما أثّر على سمعتها وعلى مظاهراتها التي كانت تريدها بالآلاف. فحتى في العاصمة النرويجيةأوسلو التي نشط فيها الخطاب اليميني المتشدّد، كما في السويدوالدانمارك بعيد الهجوم على (شارلي إيبدو) لم يحضر للمظاهرة التي دعت إليها (بيغيدا) ضد الإسلام سوى حفنة من الأشخاص مثلما كان عليه الأمر في مدينة كريستيانساند التي تعدّ معقل اليمين المتطرف في النرويج. والأمر ذاته ينطبق على مدن الدانمارك، حيث واجهت الحركة حشودا شعبية بالمئات معارضة لها، ممّا أفقدها زخمها. ومن أهمّ اليافطات التي رفعها معارضو الحركة العنصرية من (شباب الثورة اليسارية الراديكالية ضد الفاشية) حملت الجملة التي أخافت 80 متظاهرا من (بيغيدا): (نحن أكثر بكثير ممّا تعتقدون)، في إشارة إلى أن أغلبية الشعوب ترفض العداء للإسلام والمسلمين على النحو الذي تسير به قوى التطرّف اليميني.