تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر نطق طفل مسلم بالشهادتين أثناء محاولة خنقه من قبل رجل أمن في مدينة مالمو السويدية بحجة أنه لم يدفع ثمن تذكرة القطار. وبدا الغضب واضحاً على الناشطين العرب في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الفيديو، حيث اعتبروه إهانة لكل قيّم الإنسانية، فيما ربطه آخرون بالاعتداءات العنصرية التي يقوم بها متعصبون في الدول الغربية ضد المسلمين. وبحسب موقع (the local) السويدي فإن الطفل العربي البالغ من العمر عشر سنوات هرب فور نزوله من القطار دون أن يدفع ثمن التذكرة، مما دفع برجل أمن في إحدى الشركات الخاصة إلى اللحاق به وإمساكه، إلا أن الموقع الإخباري لم يبرر طريقة الاعتداء الوحشي من قبل عنصر الأمن السويدي. ووفقاً للصحيفة؛ فإن الشرطة السويدية أوقفت حارس الأمن الظاهر في الفيديو، إضافة لعنصر أمني آخر كان مرافقاً له، مشيرة إلى أن التحقيق لا يزال جارياً معهما ومع الطفلين اللذين تم اعتقالهما أيضاً. وأوضح الكاتب الفلسطيني المقيم في السويد حسن إسماعيل أن الطفل الظاهر في الفيديو مغربي الأصل، مشيراً إلى أن عنصر أمني آخر اعتدى عليه أيضاً بالضرب المبرح، إلا أن الفيديو لم يظهر سوى شخص واحد. وبحسب إسماعيل فإن الشركة الأمنية أقالت على الفور موظفها المتورط بالاعتداء على الطفل المغربي، مبيناً أن الموظف حاول ابتداءً الدفاع عن نفسه بالقول إنه أنقذ الطفل من السقوط في مجرى القطار، إلا أن الفيديو أظهر كذب ادعائه. وأوضح حسن إسماعيل أن حالات الاعتداء على المسلمين، خصوصاً النساء المحجبات ازدادت في الآونة الأخيرة بالسويد، مضيفاً: هناك خشية من تحول الأمر إلى ظاهرة عادية بسبب التحريض المستمر ضد اللاجئين بعد زيادة اللاجئين السوريين . وقال إسماعيل إن عدداً من المظاهرات الصغيرة خرجت تضامناً مع الطفل المغربي، كما أدانت منظمات حقوقية الحادثة، بالإضافة إلى بث تلفزيون محلي لتقارير ومقابلات عن الموضوع. إلا أن الكاتب الفلسطيني لم يكن متفائلاً من ردة الفعل الشعبية قائلاً إنها لم تكن على مستوى الحدث، وفق قوله. وأضاف: للأسف لا يوجد ردة فعل قوية تستثمر الحدث لكسب التعاطف مع اللاجئين، والعمل على وقف مثل هذه الأفعال التي تتكرر كل مدة . وفور انتشار الفيديو أنشأ ناشطون على موقع تويتر هاشتاغ: (طفل مسلم يدوسه شرطي سويدي) عبروا خلاله عن سخطهم تجاه وسائل الإعلام العربية التي تجاهلت التحدث عن الفيديو، ومسارعتها لنشر أي خبر يدين المسلمين بالإرهاب، وفق قولهم. كما اعتبر الناشطون أن السياسات الغربية تغض الطرف عن الاعتداءات العنصرية النابعة من التطرف الديني لدى بعض المجموعات المسيحية في الدول الأوروبية، مقابل سعيها الدائم لتجريم الدين الإسلامي وربطه بالإرهاب.