بقلم: محمد قروش أصبح لا يمر يوم إلا ونسمع ونرى تلك الحملات المسعورة التي يشنها أعداء الهوية الجزائرية والثوابت الوطنية، على كثير من القضايا التي ترتبط بدين الجزائريين وأصالتهم، مُحاولين الانقضاض عليها وتقويض معالمها و أصولها وعلى رأسها الأسرة الجزائرية التي يبذل هؤلاء كل جهودهم الإعلامية والسياسية من اجل تفكيك روابطها وفك عراها. فبالأمس سمعنا تصريحات مكررة تستهدف عفة الجزائريات وحشمتهم وتنادي بنزع الخمار ومنع الحجاب في كثير من مواقع العمل بحجة البدلة الرسمية أو بحجة التخلف أو الرجعية ؛ وهم في الحقيقة لا يريدون من وراء ذلك إلا كشف عورة الجزائريات وإشاعة مظاهر الانحلال والتفسخ الأخلاقي بحجة التقدم وموائمة التحضر، وكأن الجزائر تقدمت في كل شيء ولم يبق سوى هذا المجال، واليوم تتعالى الأصوات من اجل إلغاء قانون الأسرة الذي ورغم نقائصه - إلا أنه حمى ولا يزال يحافظ على الأسرة الجزائرية من الذوبان والتفسخ والانحلال، لا لشيء إلا أنه مستمد من روح الشريعة الإسلامية ونصوص القرآن، التي انزلها الذي خلق النساء والرجال ويعرف طبيعتهم وأنفسهم.. ولا يزال هؤلاء كل يوم يفاجئوننا بأفكار وتصورات تهدف الى ضرب الأسرة الجزائرية في الصميم، ومنها تلك القوانين التي هي في ظاهرها لحماية الحقوق والأفراد ولكنها في باطنها تؤدي الى زيادة النزاعات والأحقاد بين عناصر الأسرة الواحدة، مما يحولها الى عناصر متناحرة ومتنازعة وهو ما يؤدي الى تفككها وتلاشيها بشكل كبير. ان الأسرة الجزائرية تعيش اليوم هجمة قوية يساهم فيها كثير من الحاقدين والمستغربين الموّالين لما وراء البحار، ويتبعهم في ذلك بعض الجزائريين تحت إملاءات وضغوط خارجية تتخفى تارة وراء حقوق الأسرة، وتتستّر وراء حماية المرأة والطفولة تارة أخرى، وهي كلها مخططات تهدف في اطار مشروع العولمة الى تفجير المجتمعات خاصة الإسلامية منها من اجل سهولة التحكم بها وفرض النموذج الغربي المهيمن الذي يحاول ان يقدم أساليب نمطية تختفي فيها كل معالم المجتمعات المحافظة على اصالتها . إن الأمة الجزائرية لا تزال قوية ومتماسكة ومحافظة على أصولها بفضل أسرها العظيمة، التي أنجبت الأبطال والشهداء والعلماء والمصلحين، ولاتزال تعتبر الحاضنة الأساسية للأجيال الصاعدة والإسمنت المسلح لتماسك البلاد ونهضتها، وهو ما يجعل من المحافظة عليها والدفاع عنها مسؤولية عظيمة تنبني عليها مصائر الأجيال القادمة.