من المرتقب أن تفصل نقابة الكنابست اليوم في قرار مواصلة إضرابها أو وقفه، على خلفية لقائها الجديد بوزيرة التربية، وتترقب الأسرة التربوية، وضمنها ملايين التلاميذ، القرار المصيري، بشكل يجعل هذا الأحد يوما حاسما للمدرسة الجزائرية، ولقطاع التربية الوطنية الذي يعيش على صفيح من نار. وبينما تبدو الكرة الآن في مرمى الكنابست، لاقت القرارات الأخيرة لوزارة التربية الوطنية استحسان جمعية أولياء التلاميذ، مشيرا إلى ان التدابير المتخذة من شأنها أن تتفادى شبح السنة البيضاء، حيث قررت الوزارة التخلي عن إجراء اختبارات الفصل الثاني بالنسبة لتلاميذ السنة ثالثة ثانوي والاحتفاظ (بالباكالوريا التجريبية أو البيضاء)، مع استغلال الاسبوع الاول من العطلة الربيعية لتقديم الدروس الضائعة، وحذف بعض المحاور من المقرر الدراسي، في حين اصرت التكتل النقابي على مواصلة الإضراب، لكن مع ذلك تؤكد الوزارة على شد الحزام للحد من الإضرابات. أولياء التلاميذ يثمّنون الإجراءات الجديدة ثمنت جمعية أولياء التلاميذ الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية اول امس، والتي ستسمح بتفادي شبح السنة البيضاء الذي يهدد السنة الدراسية لهذه السنة، وأكد خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ أن هذه الإجراءات والتدابير من شأنها ان تعد مشاكل قد تصادفهم، مؤكدا أنها قد تساهم في الحد من الاضرابات التي يعيشها القطاع، مشيرا إلى أن وزارة التربية تفهمت الوضع، نظرا لتمتعها بالحس المدني والوعي المرتفع، إزاء الوضع الراهن بالقطاع. واوضح خالد احمد في تصريح ل(أخبار اليوم) أمس، في حال استمرار لغة التعنت من الطرفين، أوضح خالد أحمد أن الحكم عن نتائج اللقاءات بالسلبية سابق لأوانه، على خلفية أن إرهاسات هيئته أكيدة بخصوص اتفاق الطرفين على وقف الإضراب، مؤكدا في الوقت ذاته، أن أولياء التلاميذ لن يبقوا مكتوفي الأيدي في حال استمرار الإضراب وشل المؤسسات من قبل النقابات. وبخصوص لقاء النقابات مع وزيرة التربية نورية بن غبريط رمعون قالإن اللقاء مع النقابات التي تسعى اليه الوزارة يأتي كسياسة للحد من مسلسل الاضرابات الذي تشهده المنظومة التربوية خاصة في الأسابيع الثلاث الاخيرة، حيث سيسمح بالعودة لمقاعد الدراسة والتخلي عن الإضراب، على خلفية أن كل المعطيات تؤكد على ذلك، في إشارة منه لأوامر تلقتها الوزيرة من قبل سلال حول حل المشاكل العالقة، مشيدا في ذات الوقت، بالنقابات التي فضلت المصلحة العامة على مصالحها الشخصية. وأضاف المتحدث أنه لديه أمل كبير في أن يفضي اجتماع الوزارة بممثلي النقابات إلى نتائج إيجابية، حتى يتمكن التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة بداية من يوم غدا، مشيرا إلى أن هناك احتمال كبير بتخلي نقابات التكتل عن حركته الاحتجاجية يوم الاثنين، شأنهم شأن نقابة كناباست التي ستعلق إضرابها بناءا على نتائج لقاءها مع مصالح بن غبريط يوم غد، كاشفا أن هناك مؤشرات توحي بأن الاتفاق سيكون بين الطرفين خلال جولة الحوار هذه المرة، في إشارة منه إلى أوامر فوقية تلقتها بن غبريط من قبل الوزير الأول، هذا الأخير الذي شدّد على ضرورة إيجاد حلول للمشاكل المتراكمة في القطاع، وإنهاء سيناريو الإضرابات التي تعصف بالقطاع، والتي باتت تتكرر في كل سنة وتؤثر سلبا على تحصيل التلاميذ وعلى المنظومة التربوية، مؤكدا خالد أحمد على أن توقيف الإضراب يقتضي تقديم تنازلات من الطرفين، وخاصة من قبل النقابات. الإضراب قد يتواصل.. ومن جهته، أوضح المكلف بالإعلام لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الكنابست أمس، في اتصال مع أخبار اليوم أن قرار مواصلة الإضراب وارد، ما لم يسفر لقاء تنظيمه النقابي اليوم على نتائج إيجابية، قائلا: (سنعقد جلسة عمل تفاوضية اليوم الأحد، وسنحضر اللقاء، ونحن ننتظر الملموس من طرف الوزارة ولا نريد وعودا تسويفية و شفهية لأننا لا نؤمن بها) مؤكدا أنه في حال فشل هذا اللقاء، فإن الأمر يهدد بالدخول في مرحلة الخطر وشبح السنة البيضاء يصبح أمرا واقعا، مشددا على ضرورة استجابة الواصاية للائحة مطالبهم والرضوخ لها، مؤكدا بأن اللقاءات التي عقدتها الوزارة مع النقابات ليس لها أي طابع جدي لذا فسيناريو الإضرابات لازالت متواصلة والنقابات متمسكة بقرار شل المدارس. أما بخصوص تخوفات الأولياء من شبح السنة البيضاء، ورهن مصير التلميذ، فقد أرجع رئيس نقابة الكنابست المسؤولية لوزارة التربية ، مضيفا أنها هي التي تسببت في تراكم المشاكل التي يعيشها القطاع، وذلك بسبب تجاهلها لمطالبهم، واستمرارها في ممارسة سياسة التهديد والوعيد ومواصلتها المراوغة و المناورة وعدم تكفلها بمطالبهم الملحة خصوصا ما تعلق بالترقية الآلية حتى تسوية الاختلالات الناجمة عن تطبيقات القانون الخاص، واسترجاع مناصب الترقية المحولة، مع استحداث مناصب مالية جديدة للترقية وفق الاحتياج الميداني، إضافة إلى رد الاعتبار للموصوفين بالآيلين للزوال بإدماجهم بدون شروط في الرتب القاعدية والمستحدثة على أساس الأقدمية المكتسبة في الرتب الأصلية، وحصولهم على الأثر المالي الرجعي بداية من 3 جوان 2012. وللعلم، فإن إضراب نقابة الكنابست كانت السبب في مقاطعة الاختبارات والفروض على مستوى العديد من المؤسسات التعليمية، مهددا التكتل النقابي الذي يضم 6 نقابات بالدخول في إضراب وطني لمدة ثلاثة أيام متجددة آليا ابتداء من غدا الإثنين، وكذا اللجنة الوطنية لموظفي المخابر واللجنة الوطنية لموظفي المصالح الاقتصادية بعد إعلانهما عن الانضمام للتكتل وشل القطاع.