* فيديوهات وصور فاضحة للبنات على موقع اليوتيوب تغيرت عادات وتقاليد الأعراس في المجتمع الجزائري فبعدما كانت في الماضي تقتصر على تجمع النسوة في بيت العروس وعلى سطح المنزل تحت (الباش) وعلى كراسي من الحطب، أصبحت الأعراس اليوم تقام في قاعات الحفلات التي تستأجر بتكلفة عالية جدا، ومن بين الأشياء التي لا يمكن الاستغناء عليها في هذه القاعات الديجي والمصور الفوتوغرافي من أجل الاحتفاظ بالصور كذكرى من ذاك اليوم السعيد، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت الكثير من النساء يتفادين التصوير في الأعراس لأنه أصبح يشكل خطرا على سمعة النساء. عتيقة مغوفل أصبح كل شخص يفتح موقع اليوتيوب على الأنترنت إلاَ ويصطدم بفيديوهات كثيرة لنساء يرقصن في الأعراس وداخل قاعات الحفلات بملابس السهرة وهنَ نصف عاريات، ما يجعل الكثير منهن عرضة لضحك وسخرية الشباب فيما بعد خصوصا إذا ما تعلق الأمر ببنات الحي الذي يقطنون فيه، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الأزواج يمنعن زوجاتهن من التصور في الأعراس، ولإثراء الموضوع أكثر تقربت (أخبار اليوم) من بعض النسوة اللائي عايشن نفس المشكل. فتيات بملابس فاضحة عبر اليوتيوب أولى السيدات اللائي تقربنا منها والتي ترفض رفضا قاطعا أن تتصور في الأعراس هي السيدة (صبيحة) التي تبلغ من العمر 42 ربيعا، حيث قالت إنها ترفض التصور في الأعراس وتوصي المصور أو المصورة بذلك كونها محجبة من جهة وتخاف أن تقع فريسة استغلال أو فضائح تنشر على شبكة الأنترنت من جهة أخرى، وحسب السيدة صبيحة فإن زوجها يرفض تماما أن تصور زوجته أثناء الأعراس حتى في أعراس أقرب الناس إليها، وذلك بسبب ما وقع لابنة أحد أصدقائه التي صورتها ابنة عمتها في عرس شقيقها وهي ترقص على إحدى الأغاني الرايوية التي عرفت رواجا كبيرا في وسط الجزائريين، ثم نشرت تلك الرقصة على اليوتيوب لغاية في نفسها، ما جعل جميع الناس يتفرجون عليها ويسخرون منها، وحين خرجت في اليوم الموالي إلى الشارع سخر منها جميع شباب الحي بسبب الكيفية التي كانت ترقص بها، ما جعل الفتاة تهرب إلى المنزل وبعد حوالي نصف ساعة تتصل بها صديقتها وهي تضحك على أساس أنها فعلت ذلك من باب المزاح فقط، إلا أن مزاحها ذاك جعل الفتاة أضحوكة ومحل سخرية جميع من يعرفها. عائلات ترفض تصوير بناتها أما السيدة زينب متزوجة وأم ل4 بنات هي الأخرى ترفض رفضا قاطعا أن يتم تصوير بناتها وهن يرقصن في الأعراس خصوصا أعراس الأحباب والأصدقاء، وقد عبرت لنا عن رأيها قائلة: (إن الأعراس في الماضي كانت تمر بهدوء وكانت فعلا أعراسا بسيطة وجميلة أما اليوم فتكلفة العرس أصبحت باهظة جدا، إضافة إلى المشاكل التي قد تحدث فيه، بسبب عملية التصوير العشوائية التي يقوم بها الكثير من الشباب والشابات ثم يعاد نشر تلك الصور عبر الأنترنت، لذلك تقول السيدة (زينب) أصبحت تحرص كل الحرص أن لا تصور بناتها في الأعراس خاصة عند الناس الغرباء لأن كل شيء أصبح يباع ويشترى حتى حرمة النساء، فأنا أشعر بالقلق جدا من فكرة الصور التي أصبحت سببا في تشويه سمعة البنات، بل أبعد من ذلك قد تصبح في الكثير من الأحيان سببا في زهق أرواحهن من طرف أشقائهن وآبائهن.
الصور لتصفية الحسابات ولكن وللأسف هناك الكثير من شياطين الإنس من يعملون جاهدين للنيل من شرف أناس آخرين بسبب البغضاء والحسد الذي يكتسح قلوبهم، وهو ما حدثتنا عنه إحدى المصورات التي كانت شاهدة على أحد المواقف قالت: (بعد أن سلمت الصور وشريط الفيديو الخاص بالعرس لأهل العروس طلبت مني صديقتها نسخة من الصور بحجة أن لها صورا معها وتريد أن تحتفظ بها مقابل مبلغ مالي، إلا أنني رفضت ولكنها كانت تلح كثيرا وعندما حكيت لأهل العروس حذروني أن لا أسلمها أية صورة خوفا من أن تستغلها لأية مكيدة، ولكن وحسب الخبرة المهنية استنتجت أن الفتاة كانت تريد أن تستغل الصور من أجل خطة جهنمية، فإما كانت تريد أن تفبرك عليها صورا أخرى لتمس شرف العروس حتى تشوه صورتها أمام العريس وأهله، أو أنها كانت تريد نشرها عبر الأنترنت حتى يشاهد جميع الناس صور الفتاة التي كانت ترتدي حجابا شرعيا فيراها الجميع دون حجاب وفي أبهى حلة وهي ترتدي ملابس السهرة، بالإضافة إلى الماكياج والتسريحة التي كانت تتزين بها.
التكنولوجيا تتحوّل إلى وسيلة للانتقام ولكن ولمعرفة الأسباب التي أصبحت تدفع بالكثير من الشباب الجزائري إلى استغلال صور بعضهم البعض ونشرها على شبكات الأنترنت، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا بالدكتور (سليم بومرتيت) الأخصائي في علم الاجتماع، الذي أوضح لنا بدوره أن هناك دوافع تجعل الفرد يستغل الصور لأغراض سلبية ودنيئة، كالغيرة أو حب الانتقام من فعل أو تصرف ورد عن صاحب الصورة في الماضي، ففي السابق كان الانتقام عن طريق السحر أوإثارة المشاكل أما اليوم فأصبح له شكل تكنولوجي وهو أخطر بكثير، ولكن قد يكون الدافع مجرد سلوك طائش من طرف الشباب والمراهقين، وللحد من هذه الظواهر يجب سن قوانين ردعية تعاقب كل من يقوم بهذه الأفعال المسيئة لسمعة وشرف نسائنا وبناتنا لأنها من الممكن أن تؤدي إلى نتائج خطيرة على مستوى الأسر المحافظة.