يحاول نظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي الالتفاف على الرفض العربي، خصوصا دول الجوار الليبي على التدخل العسكري في ليبيا خلال الفترة المقبلة من خلال التنسيق مع حكومة طبرق في طرح هذا الأمر باعتباره مطلبا شرعيا داخليا، على غرار ما فعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وضرب الحوار السلمي التي تدعو إليه الجزائر. خلاصة التامر العسكري المصري على ليبيا يقرأها دبلوماسيون ومحللون سياسيون مصريون من خلال التلميحات الصادرة عن مسؤولين مصريين وعن رئيس حكومة طبرق عبد اللّه الثني حول ضرورة التدخل عسكرياً في ليبيا أسوة باليمن. وضغط السيسي قبل انعقاد القمة العربية العادية ال 26 في مدينة شرم الشيخ من أجل تشكيل قوة عربية مشتركة بدعوى الحفاظ على الأمن القومي العربي ومساعدة الدول التي تواجه أزمات داخلية. وفي ظل الإصرار العربي على رفض التماشي مع توجّه السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا، لصالح حكومة طبرق واللواء المتقاعد خليفة حفتر فإن ذلك سيكون بمثابة أول صفعة على وجه القوة العربية المشتركة. وأثار تشكيل قوة عربية مشتركة سجالات بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وتراوحت المواقف بين مؤيد ومعارض، إلى أن استقر الأمر على أن تكون اختيارية للدول العربية. ولا يمكن عزل رفض التدخل العسكري في ليبيا عن التراجع المصري عن تقديم مشروع أمام مجلس الأمن الدولي يطلب مثل هذا التدخل العسكري، بعد الجريمة التي نفذها تنظيم (الدولة الإسلامية) (داعش) بحق 21 مصريا. وترفض دول الجوار الليبي، وعلى راسها الجزائر وتونس التدخل العسكري في ليبيا، وتشدّد على ضرورة دعم الحوار السياسي للوصول إلى حلّ بدلا من التدخل العسكري. وتتفق معها دول عربية أخرى مثل السعودية وقطر. من جهته، أكّد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الله الثني، أن القادة العرب اتخذوا قراراً جريئاً عندما أدركوا خطورة الواقع باليمن وقاموا بتنفيذ عملية (عاصفة الحزم)، مشيرا إلى أن ليبيا ستتقدم بطلب لجامعة الدول العربية للتدخل عربياً في ليبيا لإعادة الشرعية. وأكد دبلوماسي مصري فضل عدم نشر اسمه، أن (السيسي يسعى بكل قوة إلى إقناع الدول الغربية بالتدخل العسكري في ليبيا باعتباره بؤرة للإرهاب جديدة في المنطقة، ولا بد من سرعة التدخل لاستئصالها). ولفت الدبلوماسي إلى أن (السيسي يحاول إقناع الدول العربية وتحديداً السعودية ودول الجوار مثل الجزائر وتونس، للتدخل في ليبيا، ولكن بدون جدوى حقيقية حتى الآن)، فالرفض القاطع عنوان دائم لجواب كلا البلدين. وشدد المتحدث على أن (السيسي يرغب من خلال القوة العربية المشتركة في التدخل في ليبيا لصالح حكومة الثني، بينما يرى العالم أجمع ضرورة التدخل بحل سياسي لحل الأزمة هناك وتشكيل حكومة توافقية).