أعلن مسئول في حزب (الجبهة الوطنية)، اليميني المتطرف في فرنسا، معارضته لما أعلنه مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا الإسبوع الماضى من رغبته في مضاعفة عدد المساجد في فرنسا خلال عامين بسبب زيادة أعداد المسلمين. وقال نائب رئيس الحزب فلوريان فيليبو - خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني على قناة I Tele - : إن فرنسا تضم عدد كافٍ من المساجد ، وادعى بأن المساجد أماكن للتطرف، بينما يرحب الفرنسيين غير المسلمين بالمسلمين بسبب حسن معاملاتهم. وردا على ما يقال من عدم وجود أماكن كافية للعبادة في المساجد، قال فيليبو: إن من يقومون بأداء الصلوات في الشوارع، يفعلون ذلك بشكل متعمد، للضغط على الحكومة والنظام الجمهوري كى يقبلو بطلب بناء المزيد من المساجد. ودعا فيليبو إلى إعادة الأئمة المسلمين والدعاة إلى بلادهم، وإلى إيقاف عمليات بناء المساجد، التي تحصل على دعم مالي من خارج فرنسا على حد وصفه. وكان رئيس مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا دليل بوبكر قال: إن فرنسا تضم 2200 مسجدا ، معربا عن رغبة المجلس في مضاعفة ذلك العدد، خلال عامين. وتضم فرنسا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، حيث يعيش فيها أكثر من 5 مليون مسلم معظمهم من أصول شمال إفريقية. الجالية تستنكر أجمع رؤساء أبرز الهيئات التمثيلية لمسلمي فرنسا على إدانة العنف ورفض التطرف، وطالبوا باحترام وجود المسلمين كثاني أهم طائفة دينية في البلاد، ووقف الاعتداءات المتزايدة التي يتعرضون لها منذ الهجمات الدامية التي ارتكبها شبان مسلمون في باريس قبل ثلاثة أشهر. ونددت تلك القيادات بما سمته (الخلط) بين الإسلام والإرهاب أثناء كلمات ألقتها أمام عشرات الآلاف من المشاركين في الملتقى السنوي لمسلمي فرنسا الذي اختتم دورته ال32 ببلدة لوبورجيه الواقعة شمال العاصمة الفرنسية. وقال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا عمار لصفر إن عنوان التظاهرة (محمد، نبي الرحمة والسلام) {صلى الله عليه وسلم}، يعكس رغبة الاتحاد المنظم للملتقى في دعوة أبناء الأقلية الإسلامية إلى ترشيد ردود أفعالهم وتفكيك الأحكام المسبقة التي تطلقها بعض الأوساط الغربية عن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. وأوضح المسؤول الإسلامي ألا تناقض بين واجبات المواطن وتعاليم الدين، قائلا نحن مخلصون لبلدنا، إننا نحب الله ونحب نبينا (صلى الله عليه وسلم) لكننا نحب أيضا الجمهورية الفرنسية . وانتقد لصفر تركيز بعض أجهزة الإعلام والساسة المحليين على بضعة شبان فرنسيين تورطوا في أعمال عنف، وإغفال مئات الآلاف الذين وصفهم ب (المواطنين الصالحين). حق الأطفال وأشار رئيس الهيئة إلى أن مسلمي بلاده(ينددون كمواطنين بالعنف والإرهاب) لكنهم (يطالبون بحقوقهم، كل حقوقهم ولا شيء غير حقوقهم). وأشار بهذا الصدد إلى مراعاة حق أطفال المسلمين في الحصول على وجبات بديلة عن لحم الخنزير في المدارس المحلية وتمكين المسلمين من بناء مساجد إضافية. وقد أيّد هذا الطرح عميد مسجد باريس دليل بوبكر الذي كان حضوره للملتقى مؤشرا على حدوث تقارب بين أكبر الهيئات التمثيلية لمسلمي فرنسا، لاسيما أن الرجل يرأس فيدرالية مسجد باريس الكبير القريبة من السلطات الجزائرية التي تميزت علاقاتها، في العقدين الأخيرين، بالكثير من الشد والجذب مع اتحاد المنظمات الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين. كرامة المسلم وأكد بوبكر أن (حب النبي (عليه الصلاة والسلام) يعد شطرا من إيمان المسلمين) مضيفا (لن نقبل أبدا الإساءة لاسمه أو شخصه). واستطرد عميد مسجد باريس قائلا من لا يدافع عن كرامة النبي (صلى الله عليه وسلم) لا كرامة له . وأشار بوبكر إلى أن الكثير من المسلمين لا يجدون أماكن عبادة، مشيرا إلى أن (لدينا 2200 مسجد، ونحتاج إلى ضعف هذا العدد بعد عامين) في بلد يتجاوز عدد المسلمين فيه خمسة ملايين. وأثار خطاب بوبكر استحسان الحضور رغم أن البعض منهم فسّر حضوره بوجود تحالف ظرفي مع قادة الاتحاد للتصدي لمشروع حكومي يهدف إلى إنشاء إطار جديد لتمثيل المسلمين يتجاوز المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يرأسه بوبكر، ويُقلص دور المنظمات الكبرى الناشطة في العمل الإسلامي داخل البلاد. من جانبه، أثنى المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض على الملتقى، مشيرا إلى أن استلهام النموذج النبوي -الذي تحدث عنه العديد من المحاضرين الفرنسيين والأجانب- يمكن المسلم المعاصر من ترشيد سلوكه، والابتعاد عن الانفعال ورد الفعل غير المناسبة.