اختيار الغابون لاحتضان الطبعة المقبلة لكأس أمم إفريقيا 2017 على حساب الجزائروغانا يكشف عدة حقائق، منها على وجه الخصوص أن الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) محمدة روراوة لا يجيد لعبة الكولسة وإلا كيف نفسّر قبل دقائق من عملية التصويت أن الجزائر تملك حظوظا كبيرة للفوز وظهر الرجل طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة التي تواجد فيها في القاهرة بالرجل المتفائل بالفوز، متجاهلا أن الفوز في مثل هذه الحالات تحدده لعبة الكواليس. ففي الوقت الذي كان فيه روراوة يجري العديد من الحوارات الصحفية لمختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة كان رئيس الاتحادية الغابوية يسابق الزمن من أجل إقناع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للتصويت لمصلحة ملف بلده، الأمر الذي مكنه من نيل شرف احتضان الدورة المقبلة. عامل آخر ربما ساهم في فوز ملف الغابون على ملفي الجزائروغانا وهي العلاقة الحميمية التي تربط رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو بالرئيس الغابوني عمر بانغو، وحسب المعلومات التي سربتها إحدى القنوات الفضائية المصرية فإن حياتو أجرى اتصالا هاتفيا صبيحة أمس مع الرئيس الغابوني عمر بانغو دون أن تعطي ذات القناة تفاصيل عن فحوى اللقاء. ويمكن جدا أن يكون الرجل الأول في (الكاف) عيسى حياتو قد طمأن نظيره الغابوني عمر بانغو بأن طبعة 2017 ستنظم في الغابون على حساب الجزائر ولا نقول غانا، فهذه الأخيرة حظوظها كانت شبه منعدمة ودخلت السباق لترجيح كفة الغابون للفوز على حساب الجزائر. الآن وبعد أن اتضحت لعبة رئيس (الكاف) عيسى حياتو لا يختلف فيه اثنان حول أنه يكنّ لدول المغرب العربي عداء أشبه بعداء القط والفأر، كيف لا وهو الذي سعى جاهدا إلى حرمان المغرب من المشاركة في الدورتين المقبلتين؟ ناهيك عن تغريم الاتحاد المغربي بمبالغ مالية كبيرة جدا وتهديد تونس بحرمانها من المشاركة في الدورة المقبلة إن لم يقدم رئيس الاتحاد التونسي اعتذاراته على ما صدر منه عقب خروج تونس من كأس أمم إفريقيا الأخيرة أمام غينيا الاستوائية. فصدق المغاربة حين طالبوا بانسحاب دول المغرب العربي من (الكاف( واعادة احياء كاس المغرب العربي، كون عداء حياتو للدور المغاربية ما بعده عداء.