يعاني أفراد عائلة غزيل عدة المتكونة من خمسة أفراد التهميش واللامبالاة داخل مغارة قام هذا الأخير بحفرها وشيد عليها غرفة من القصب والبلاستيك لا تفوق مساحتها عشرة أمتار مربعة بمركز عبور متواجد بأعالي بلدية خميستي وبالتحديد فوق الطريق الوطني رقم 11 بجانب مقبرة مسيحية بتيبازة. حسيبة موزاوي بحيث تقاسي العائلة مرارة الحياة في ضيق خانق، كما يعاني الأب والطفلتان سارة وياسمين من نفس العائلة من السكري والحساسية وإصابة الآخرين بتعقيدات صحية جعلت أوضاعهم الاجتماعية تزداد سوءا خاصة أثناء الاضطرابات الجوية. بمجرد وصولنا إلى هذا المكان انتابتنا الدهشة ولم نكن نتوقع أبدا أن أزمة السكن بالجزائر بلغت ذروتها إلى هذا الحد لتدفع بمواطن جزائري إلى اللجوء لحفر مغارة لنصب بيت من القصب والبلاستيك ويتخذه كمأوى يحتمي تحته رفقة أبنائه المصابين بالسكري والحساسية والتي أجبرتهم الظروف الاجتماعية القاهرة على اقتحام وتخطي ماهو غريب ومستحيل، وفعلا أصابنا الذهول أول ما دخلنا إلى تلك الغرفة التي تشبه خيمة صيفية، لكن الرياح والأمطار في فصل الشتاء تدخل من كل جهة ناهيك عن الخطر المحدق بهم أيضا نظرا لتساقط الأحجار من أعلى الجسر أولا وانزلاق التربة ثانيا. الواقع الذي وقفت عليه (أخبار اليوم) هذه المرة مر وعصيب بمدينة خميستي ولاية تيبازة، حيث اتخذ السيد غزيل رفقة عائلته هذا المأوى له بعد أن قام شقيقه بطرده من المسكن العائلي بعد وفاة والدهم وتسجيل عقد ملكية المنزل باسمه. وحسب السيد غزيل فإنه تنقل حديثا إلى ولاية تيبازة بعد أن كان قاطنا بولاية تيارت وبعدما تم طرده وعائلته من منزلهم توجه إلى منزل صهره الذي قام بإيوائه مدة شهر ثم طلب منه الرحيل، بعدها طرق كل الأبواب لمساعدته من أقارب وبلدية، إلا أن الكل أدار ظهره له فعاد خائبا ولم يجد حلا سوى ترك ولايته بما فيها وجاء إلى ولاية خميستي رفقة عائلته متجها إلى ولي نعمته الذي يشتغل عنده بإحدى المزارع، قام هو الآخر بإيوائه لمدة بعدها لجأ إلى هذا المكان الذي يعيش فيه لحد كتابة هذه الأسطر والذي لا يصلح حتى للحيوانات. المتحدث إلى السيد غزيل يستطيع أن يشعر بالجرح الغائر الذي يمزق كيانه والذي كان يحاول إخفاءه لكن ملامح وقسمات وجهه كادت تنطق وما يزيد في يأس الوالد غزيل عدم قدرته على الاعتناء بأبنائه المحرومين من أبسط الحقوق كباقي المواطنين من علاج وحياة كريمة، وقد سبق أن ناشد غزيل المسؤولين ورفع إليهم شكاوي للنظر في حالته الاجتماعية الخاصة جدا ولإعلامهم بعدم قدرته على تلبية مستلزمات حياتهم بسبب ظروفه الصعبة في غياب الدخل المادي والبيت المريح والصحي لهؤلاء الأبرياء، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. معاناة هذه العائلة لا تنتهي عند هذا الحد بل تعدتها لتصل إلى العيش في خوف بسبب خطر الانزلاق الذي بات يهدد حياتها خاصة أثناء الاضطرابات الجوية التي يتفاقم الخطر نظرا لموقع هذا المأوى، من جهتنا حاولنا الاتصال بمسؤولي هذه البلدية لنقل انشغال عائلة غزيل إلا أننا لم نتمكن من ذلك وقد سبق وعاينت لجنة من البلدية هذا المكان وأخذ اسم العائلة وانشغالها والوقوف على حالتها إلا أنها لم تحرك ساكنا ولم تلق العائلة أي التفاتة من طرف البلدية على الرغم من الجحيم الذي تكابده هذه الأخيرة وكل المخاطر تحاصرها ومن كل جهة، وعبر منبر (أخبار اليوم) ترفع عائلة غزيل نداء إلى وزارة التضامن وأصحاب الخير لمساعدة هؤلاء الأبرياء وأملهم في الله كبير وواسع.