أدانت هيئات إسلامية سويدية التفجيرين اللذين وقعا في العاصمة ستوكهولم مساء السبت الماضي؛ مما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين، معتبرين أن هذا العمل "الإرهابي قدم خدمة مجانية لدعاة التمييز والعنصرية، وستكون له تداعيات خطيرة على الوجود الإسلامي في الغرب". وقال حسان موسى رئيس المعهد الإسلامي السويدي للحوار والتواصل: "هذا عمل إرهابي تدينه كل الشرائع السماوية، وتدينه الأقلية المسلمة، وندينه في الهيئة السويدية لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام والدفاع عن المقدسات، وندينه في المجلس السويدي للاستفتاء، وفي المعهد الإسلامي السويدي للحوار والتواصل". وأضاف موسى أن "هذا العمل الإرهابي قدم خدمة مجانية لدعاة التمييز والعنصرية، وتعكير العلاقة بين المسلمين والغرب.. وأنه -سواء أكان باسم الإسلام أو باسم القومية أو الوطنية- يأتي "في وقت حساس للغاية، وهو يخدم الحزب العنصري اليميني" الذي يستهدف المسلمين. وتابع موسى في اتصال لقناة "الجزيرة" الفضائية الأحد أنه "إذا ما ثبت أن من قام به مسلم فستكون له تداعيات خطيرة على الوجود الإسلامي في الغرب، ونحن نأمل من الحكومة السويدية أن تتعامل بحكمة وتعقل مع هذا العمل وتداعياته". وأشار رئيس المعهد السويدي الإسلامي إلى أنه "وفقا للمعلومات غير المؤكدة التي وصلتنا فإن الشخص الذي نفذ الانفجار من مواليد الثمانينيات، وينحدر من الشرق الأوسط، وقام بعملية انتحارية، وتكلم عبر رسالة صوتية مسجَّلة عن قضايا كثيرة من بينها الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا وفقا للمعلومات الأولية التي وصلتنا، ولا أستطيع تأكيدها". انفجاران متزامنان وهز انفجاران متزامنان وسط العاصمة السويدية ستوكهولم مساء السبت الماضي، عندما اشتعلت النيران في إحدى السيارات بمنطقة تجارية وسط المدينة، وأعقب ذلك انفجارات من داخل السيارة، قالت الشرطة إنها ناجمة عن أسطوانات غاز، ثم وقع انفجار آخر بعده بدقائق بنفس المنطقة قتل فيه رجل وأصيب شخصان. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسئوليتها عن الانفجارات، ولكن مراقبين رجحوا أن يكون تنظيم القاعدة وراء التفجيرين؛ حيث غالبا ما يلجأ لهجمات متزامنة بواسطة سيارات مفخخة أو "انتحاريين"، وذلك على غرار تفجيرات مدريد ولندن في الأعوام الماضية. ووقعت الانفجارات بعد أن ذكرت وكالة الأنباء السويدية (تي. تي) إنها تلقت رسالة تهديد عبر البريد الإلكتروني تتعلق بمشاركة السويد ب500 جندي في شمال أفغانستان والرسوم الكاريكاتورية للرسام السويدي، لارس فيلكس، المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وجاء في التسجيل الصوتي المرفق بالرسالة الإلكترونية: "الآن سيموت أطفالُكم وبناتكم وشقيقاتكم كما يموت إخواننا وشقيقاتنا وأطفالنا.. أعمالنا سوف تتحدث عن نفسها.. ما لم تضعوا نهاية لحربكم ضد الإسلام وإهانة النبي ودعمكم الغبي للارس فيلكس الخنزير". ودعا الشخص المتحدث "المجاهدين في أوروبا والسويد" إلى التحرك لشن هجمات، واختتم رسالته بطلب المغفرة من أسرته لكذبه عليها بأنه مسافر إلى الشرق الأوسط: "لم أسافر للعمل في الشرق الأوسط.. لكنني ذهبت إلى الجهاد". "مجهولة" ولفتت وكالة الأنباء السويدية إلى أن البريد الإلكتروني أو التسجيل الصوتي "لا يشيران لانتماء المتحدث إلى منظمة إرهابية محددة". واستبعد ماجنوس رانستورب، الخبير السويدي المختص في شؤون الإرهاب، في حديث لموقع "سي أن أن" الأمريكي، أن يكون الهجوم عملا فرديا، مشيرا إلى أن "هذا ليس بعمل من استيقظ فجأة واعتقد أن بإمكانه تفجير نفسه". وقالت بترا سولاندر، المتحدثة باسم الشرطة السويدية إنه عثر على جثة رجل مجهول الهوية قرب موقع الانفجار الثاني، وحين سحبت الشرطة جثته وجدوا بجواره حقيبة، ولم تدل الشرطة بمعلومات عن هوية القتيل أو المصابين. وأضافت سولاندر أن أسباب الانفجار الثاني ما زالت مجهولة، واصفة إياه بأنه "مشبوه"، وبسؤالها عن إذا ما كان الرجل الذي عثر عليه فجر نفسه بشكل ما، فقالت "يحتمل"، بحسب ما نقلته عنها وكالة "رويترز". وقال الناطق باسم شرطة الأمن السويدية ميكائيل جونارسون، إن الحكومة لم تتخذ قراراً بعد برفع مستوى التهديد الإرهابي، مشيرا إلى أنه: "لم يكن هناك مؤشرات أو تهديدات بحدوث ذلك سوى الرسالة الإلكترونية". وأوردت وكالة الأنباء السويدية أن الرسالة الصوتية التي تلقتها عبر البريد الإلكتروني كانت باللغتين السويدية والعربية، بالإضافة إلى أنه تم إرسالها إلى الشرطة التي أكدت تلقيها مثل هذه الرسالة لكنها امتنعت عن الكشف عن محتوياتها. وكانت صحيفة "نريكس إليهندا" السويدية قد نشرت صورة مسيئة رسمها لارس فيلكس للنبي الكريم في 18 أوت 2007، إلى جانب افتتاحية تركز على أهمية "حرية التعبير؟". وعقب نشر الرسم رفعت ثلاث جمعيات إسلامية في السويد شكوى لدى مستشار القضاء السويدي الذي يعتبر الوحيد المخول بفتح ملاحقات في قضايا حرية الصحافة وطالبته بملاحقة الصحيفة ومدير تحريرها أولف يوهانسن بتهمة التحريض على الحقد العنصري، لكن المستشار رفض. ولا تعد هذه الرسوم المسيئة للنبي هي الأولى في أوروبا؛ فقد نشرت صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية في سبتمبر 2005 رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أشعلت موجة عارمة من الغضب في العالم الإسلامي، ترافقت مع مقاطعته للمنتجات الدنماركية. ووفقا لإحصاءات الحكومة السويدية، فإن عدد المسلمين يبلغ نحو 200 ألف، من إجمالي عدد السكان البالغ 9 ملايين نسمة؛ بينما تقول منظمات إسلامية إن العدد ضِعف ذلك، وهو ما يجعل الإسلام ثاني دين في البلاد بعد المسيحية البروتستانتية. * .."هذا العمل الإرهابي قدم خدمة مجانية لدعاة التمييز والعنصرية، وتعكير العلاقة بين المسلمين والغرب.. وأنه -سواء أكان باسم الإسلام أو باسم القومية أو الوطنية- يأتي "في وقت حساس للغاية، وهو يخدم الحزب العنصري اليميني" الذي يستهدف المسلمين.