أكّدت مصادر عراقية رسمية في الحكومة ووزارة الدفاع (إصابة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية داعش أبو بكر البغدادي في غارة شنّتها قوات التحالف الدولي، في قضاء البعاج، جنوبي الموصل 120 كم، الشهر الماضي. أوضح مسؤول عراقي في وزارة الدفاع أن (المعلومات المتوفرة لدينا تفيد بأن غارة أمريكية نفّذت عدة ضربات على مواقع تابعة لداعش في مدينة البعاج، كان يتواجد في أحدها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، مع عددٍ من مرافقيه، ما أدى إلى مقتل عددٍ منهم، وإصابة آخرين من بينهم أبو بكر البغدادي ووصفت جروحه بالبليغة). وحسب المسؤول العراقي فإن (الغارات الأمريكية نفّذت في قريتي الكرعان وأم الروس، بقضاء البعاج على الطريق المؤدي إلى الحسكة السورية)، مشيرا إلى أنّه "يعتقد أنّ الغارات الأمريكية كانت تستهدف البغدادي الذي تعلم بمكان تواجده وحاولت استهدافه مرات عدة، إذ قصفت رتلا كان بداخله في منطقة مكر الذيب، منتصف ديسمبر الماضي، لكنه نجا). وتعتبر مدينة البعاج واحدة من أكثر المدن صعوبة من حيث إمكانية استعادتها من سيطرة (داعش) الذي احتلها من دون أي مقاومة بعد انهيار الموصل وفرار جميع قوات الجيش منها، ومن المدن الأخرى التابعة لها. وتحدّ مدينة البعاج من الشمال سلسلة جبار سنجار الشاهقة أعلى جبال بالعراق ومن الشرق مدينة القيروان والحضر الأثريتين ومن الغرب مدينة الحسكة السورية وجنوبا محافظة الأنبار، وهو ما منحها حصانة طبيعية كبيرة يصعب على القوات البرية أو الدروع مهاجمتها أو اقتحامها، فشكّلت مقرا آمنا لقيادات تنظيم (داعش)، لتتفوق على الموصل والرقة في هذا الإطار. ويرجّح أن الإدارة الأمريكية اكتشفت مقر تواجد البغدادي في البعاج وليس في الرقة كما كان معروفاً عنه سابقاً، على اعتبارها عاصمة التنظيم. وفي هذا السياق، ذكر الخبير بالشأن الأمني العراقي، هاشم الهاشمي، على صفحته الرسمية في (الفايس بوك) (تأكد أن البغدادي أصيب بغارةٍ لسلاح الجو التابع للتحالف الدولي، يوم 18 مارس الماضي في البعاج بالقرب من قرية أم الروس، وكان برفقته ثلاثة أشخاص ولا يزال يتعالج من الإصابة). وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن مصادر حكومية عراقية وأخرى عسكرية خبراً يتناول إصابة أو مقتل البغدادي، إذ أعلن مستشار الأمن القومي، موفق الربيعي، في ديسمبر الماضي مقتل الرجل بغارة على الحدود السورية بين الأنبار والبو كمال، إلاّ أن التنظيم بثّ رسالة صوتية للمتحدث باسمه أبو محمد العدناني نفى فيها الخبر، وتبيّن بعد أيام أن القتيل هو أبو مهند السويداوي، مساعد البغدادي.