3 ملايين سنتيم للفرد مقابل إيصاله لقوارب الموت الليبية : كشف ناجون سوريون من مآسي (قوارب الموت) التي أودت بحياة مئات الحراقة بعرض السواحل الليبية، عن تورط مافيا جزائرية في عملية تهريبهم من مطار الجزائر الدولي إلى الساحل الليبي ليستقلوا هذه القوارب، مقابل 300 دولار عن كل شخص، ما يعادل 3 ملايين سنتيم. و نقل موقع dw عربية أمس شهادات حية لناجين سوريين من الرحلات البحرية المميتة عبر المتوسط، أن عصابات جزائرية تكفلت بعملية تهريبهم من مطار الجزائر الدولي إلى الحدود الليبية ثم باتجاه الساحل الليبي، مقابل مبالغ مالية. وتحدث لاجئ سوري بالجزائر نجا من المأساة ويدعى (ماجد اليوسف)، عن بداية قصته مع الهجرة، وكيف قادته المسيرة من دمشق إلى شمال سوريا، مرورا بتركيا، فالجزائر، ثم ليبيا، قائلا (أنا طالب في الجامعة، كلية هندسة الكمبيوتر، في السنة الثالثة، ولكن دراستي توقفت، وصار الوضع صعبا، لذا قمنا، أنا وأخي الذي يصغرني بثلاث سنوات، بإقناع والدي أن يبيع سيارته ويقترض مالا من عمي أيضا، كي يعطينا المبلغ ونهاجر عبر البحر إلى أوروبا). وهكذا (أخذت من أبي 4000 دولار، وأخي أخذ مثلها). ويقول ماجد وشقيقه أنهما من أسرة نزحت من دمشق إلى شمال سوريا، ومنها إلى تركيا، مضيفا (بمساعدة أصدقاء لنا، ومع وجود مجموعات على الفيسبوك، أسسها مهاجرون وصلوا إلى أوروبا، يتم فيها تقييم المهربين. توجد فيها نصائح: هذا المهرب جيد والآخر محتال احذروا منه. وهكذا تعرفنا على عصابة تهريب موجودة في الجزائر، ومرتبطة بعصابة أخرى في ليبيا). و كما كان الحال سافر ماجد ومحمود بالطائرة من تركيا إلى الجزائر (الأمر هذا كان سهلا، لأن دخول الجزائر مفتوح أمام السوريين). مافيا جزائرية في الاستقبال والتوجيه! وفي مطار الجزائر تجمّع ماجد ومحمود ورفاقهم من السوريين. (كان عددنا 12 شخصا). وهناك بدأت المرحلة التالية، كما يروي ماجد: (المهرب الأول أخذنا من المطار في الجزائر إلى الحدود الليبية، مقابل 300 دولار عن كل شخص. ثم تسلمتنا مجموعة جزائرية أخرى، أخذتنا من الجانب الجزائري على الحدود إلى داخل الصحراء الليبية. وفي الداخل تسلمتنا مجموعة ليبية نقلتنا باتجاه الساحل الليبي). وبالتحديد إلى منطقة الزوارة على شاطئ المتوسط، في غرب ليبيا. و(هناك بعد استراحة لعدة ساعات قرب الشاطئ، حالفنا الحظ وكانت الرحلة في نفس اليوم الذي وصلنا فيه). ويواصل ماجد: (عادة يأخذ المهرب 600 دولار عن الشخص الواحد، أجرة الرحلة على المركب من ليبيا إلى إيطاليا، ولكن نحن دفعنا له 1100 دولار عن الشخص، (كي يعاملونا معاملة حسنة على المركب ويعطونا طعاما وماء، ويسمحوا لنا بأخذ حقائبنا معنا. ولكنهم خدعونا. لقد انتزعوا منا الحقائب، كي يخففوا الوزن على القارب ويأخذوا عددا أكبر). ويواصل ماجد سرد حكايته: (اكتشفنا في ليبيا أن كل المهربين مرتبطين ببعضهم، وأنهم ربما عصابة واحدة. فالأمور تتم بشكل علني وكل منطقة تسيطر عليها عصابة واحدة، والجنود يشاهدوننا دون أن يحركوا ساكنا). بعدها يقول الشاهد (ركبنا في مركب مطاطي صغير، كي يأخذنا إلى المركب الكبير الذي يجب أن يبحر بنا باتجاه إيطاليا ومضت الرحلة، و(خلال ست ساعات وصل مركبنا إلى البارجة في حالة يرثى لها)، وبقية القصة معروفة، فالإيطاليون يأخذون اللاجئين باتجاه مراكز إيواء، ليحصلوا هناك على الطعام والشراب وبقية الاحتياجات.