اختار الفنان القدير صالح أقروت برنامج "قعدتنا جزائرية" في موسمه التاسع، ليطلّ على جمهوره بحميمية، وبابتسامته الدافئة التي تعبّر عن الشوق، محفوفا بكوكبة من النجوم، الذين فتحوا معه السمر، وحديث الذكريات، آملين أن يعود للبلاتوهات، ويحلحل، من جديد، المشهد الفني، خاصة في رمضانياته كما كان من قبل. رحّبت منشطة البرنامج السيدة منال غربي، بالفنان صويلح، واصفة الحلقة بالاستثنائية، وشاكرة الفنان على تفضيله برنامجها، وهو الذي طالما تهافتت عليه القنوات من أجل أن يطل عبر شاشاتها. وقالت: "مع النجم صويلح لرمضان "بنّتو" الخاصة". وهذه الجلسة لها مكانة خاصة عندها كمنشطة، وكفرد من جمهور صويلح العريض داخل وخارج الوطن، متمنية أن يكون هذا رمضان فأل خير على الجميع. وبمجرد أن ردّ عليها الضيف الصويلح بعبارة "الله يحفظك"، اهتز الأستوديو على وقع الزغاريد، فردّ هو مازحا كعادته، بصوت دويّ البارود، لتذرف السيدة منال، الدموع متأثرة بروحه المرحة التي لم يقهرها المرض حتى وهو يجلس على الكرسي المتحرك، مفضلا وضع كوفية فلسطينية على ركبتيه. ورحّب صويلح، أيضا، بالضيفين، اللذين رافقاه، وهما الإعلامي حفيظ دراجي، وكذا المطرب الذي يعشقه، وهو حسين لصنامي؛ حيث تبادلوا الحكايات والذكريات الجميلة. وبداية طلب من لصنامي أغنية له يحبها كثيرا، ويرددها منذ سنوات طويلة؛ أي منذ 40 سنة. وكلما يلتقيان يغنيانها سويا؛ تقول بعض كلماتها: "واش ربحو للعبوا بك وبيّ". كما تطرّق صويلح لبعض القيم الأخلاقية التي هي أساس جميع الأمور. وعندما أتت المضيفة حاملة كوب التحلية (فلان)، تذكّر عبارة: "يترعد يا مولاي" من مسلسل "السلطان عاشور العاشر"، وتذكّر معها الراحل بلاحة، فضحك الجميع، وترحَّموا على "النوري" خادم مولاي عاشور. وتضمّنت الحلقة، أيضا، بورتريه مصوّرا عن صويلح مع بعض أعماله بداية من رائعة "نوض تعمّر جا الماء" إلى "كارنفال في دشرة"، إلى "السلطان عاشور"، وحصص الطبخ مع "سميرة تي في"، وغيرها من السكاتشات التلفزيونية. وقد وصف المعلّق الفنان صويلح بإنسان بحجم وطن، استطاع أن يرسم الابتسامة على وجوه الجزائريين. وأهدت المنشّطة يامنة الضيف بوقالة باسمه، اعتبرتها فأل خير. وقالت: له "أنت قدوة". وفي الفقرة الثانية من البرنامج، تأثّر صويلح وبكى عندما عرضت عليه شهادات من عرفوه وعملوا معه، منهم إيمان نوال، التي قالت: "توحشنا طلّتك علينا، كلّ العائلة الفنية تشتاق لك، وكلّ جمهورك الذي يسألنا عنك دوما، ويقول الجميع: "طال غيابك"، مضيفة: "ندعو لك بالعافية، ونحبك من قلوبنا". أما جعفر قاسم فقال: "أنت بوزيد والجمعي وعاشور، قطعت الزمن بهذه الشخصيات، توحشناك وكلّ الجمهور". وتحدّث، أيضا، المنتج عامر بهلول وقال: "توحشناك، وأشتاق لرؤيتك. وزادت لهفتنا منذ أن علمنا بأنّك ستطلّ في قناة "سميرة". عد للبلاتو، وللكاميرا؛ فهي مكانك الطبيعي". وبدوره، عبّر الأستاذ حمراوي حبيب شوقي عن شوقه قائلا إنّ شهادته عن صويلح مجروحة، وأنّه يعرفه، ويعرف أنّه من رموز الفن الجزائري. اجتهد لإرضاء الجمهور. وأعطى ما يستحق أن يُحترم. أما الممثلة نوميديا فشكرت له وقوفه معها بالنصائح والتوجيه، ضاحكة ومتفائلة بعودته من جديد. وتسلَّم بعدها الفنان صويلح باقة من الزهور؛ تعبيرا عن الحب والاحترام تحت زغاريد الحاضرات. وكان إلى جانبه المخرج القدير محمد أوقاسي، الذي تمنى عودة صويلح ليعود النشاط للمشهد الفني الجزائري. وبدا صويلح مستمتعا مع حفيظ دراجي، الذي تحدّث عن مشواره الطويل، معبّرا عن سعادته بهذه القعدة بوطنه الأم. وأكّد أنه لم يتسنّ له تلبية دعوة البرنامج في السنوات الفارطة، لكن لحسن الحظ بُرمج مع صويلح الذي شاهد أعماله منذ بداياتها الأولى، وفنه ممتدّ عبر الأجيال. والفيديوهات المتداوَلة والمطلوبة دليل على نجاحه. ثم قال إنّ لصويلح حكايات مع الحراش، وهو كذلك (أي دراجي) له حكاياته مع البليدة؛ ما صنع كيمياء تتفاعل بينهما؛ فهو يحب صويلح؛ هذا الفنان المحترم الناجح والمجتهد دوما، عرف كيف يتعامل مع النجاح والشهرة. وعن رمضان في قطر قال دراجي إنّه لا يختلف عن باقي البلاد الإسلامية، لكن ريحة الجزائر تنقصه تماما كما في باقي المواسم مثل العيد. ثم أضاف أنّ الجزائر موجودة بقطر بقوّة في السنوات الأخيرة؛ فهناك الكثير من المطاعم الجزائرية التي تطبخ كلّ شيء حتى "البركوكس"، ناهيك عن وجود جالية جزائرية قوية. أما الفنان الحسّاس والرومانسي حسين لصنامي، فربط رمضان بالجزائر، مؤكدا أنه في الجزائر له طعم ومعنى آخر وأجمل، لذلك يحرص على المجيء في رمضان تاركا مكان غربته ليلتحق بالقصبة مسقط رأسه. ومن ضمن طقوسه أن يخرج قبل الأذان ليمشي في شوارع باب الواد وساحة الشهداء، وفيها يشم عطر ماء الزهر، ورائحة الطعام الطيب (الطواجن)، مستحضرا أغنيته "في القصبة أنا مزيود"، ليغني بالمناسبة أغنية يقول مطلعها: "مّا مّا حايك مرمة كانت تلبسو يما وعمتي وخالتي". كما غنى "عشقت طفلة أندلسية".