كثر تنقل المختلين عقليا عبر الشوارع ولازالت الظاهرة متواصلة على الرغم من المصائب التي تسبب فيها هؤلاء من غير تمييز أو إدراك، فاللوم لا يقع عليهم بل على المصالح المكلفة بانتشالهم من الشوارع، بحيث يظهر هؤلاء وهم محمّلون بعصي ومختلف الوسائل الحادة وكأنهم على أهبة خوض معركة أو حرب، وعادة ما يستعملونها ضد المارين وكانوا ضحايا لهم في العديد من المرات، فعدوانية بعضهم فاقت أطرها المعقولة خاصة صوب النسوة والفتيات اللواتي يرعبن كثيرا عند ملاقاة هؤلاء عبر الشوارع. وهي العينة التي وقفنا عليها بمنطقة بئر توتة، بحيث ذاع صيت إحدى المجنونات التي أعلنت ثورة ضد النسوة، بحيث تترصدهن لتقوم بضربهن ضربا مبرحا لاسيما وأنها ذات بنية قوية وكانت من بين ضحاياها العديد من النسوة اللواتي أحكمت قبضتها عليهن، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تميزت بعدوانية كبيرة ناهيك عن الكلام المخل بالحياء الذي تتلفظه على مسامع العابرين فهي تعاني من جنون متقطع، وكان مقرها الدائم الأرصفة، وحسب ما يحكى في المنطقة فإن أخوها هو من أرسلها إلى التسوّل عبر الشوارع واستغل جنونها لهضم حقوقها، فكانت يومياتها من شارع لآخر لطلب الصدقة والاعتداء على النسوة فهي تمقتهم مقتا شديدا والأسباب مجهولة، أما الرجال فتهابهم وفي مرة أمسكت بإحدى الفتيات أمام المحطة وأوسعتها ضربا ولولا استنجادها بالمارين لكانت نهايتها على يد تلك المختلة المغلوبة على أمرها. وأغلب النسوة أظهرن تخوفهن من التصرفات العشوائية لتلك المختلة التي احتلت المنطقة وأصبحت مصدر رعب للنسوة، ناهيك عن هؤلاء اللواتي يجهلن تصرفاتها ولا يتخذن الحذر عند عبورهن أمامها، إحدى السيدات قالت إنها تعرضت في مرة إلى محاولة ضرب من طرفها فما كان عليها إلا الفرار خاصة وأن ضربها من غير تمييز وبنيتها القوية تجعل من تمسكها بين يديها في خطر وكانت من بين ضحاياها الكثير من النسوة اللواتي ضربتهن ضربا مبرحا فهي خطر حقيقي يتربّص بالنسوة عبر الشوارع. أما فتاة أخرى فقالت إنها شاهدت تلك المختلة وهي تضرب إحدى الفتيات وصفعتها بقوة وشدتها من شعرها وراحت تركض من ورائها ولحسن الحظ أن تلك الفتاة هربت وسط المارين، ومنذ تلك المرة أصبحت أتفاداها كلما رأيتها- تقول- ولا يقتصر الأمر على ذات المنطقة، فانتشار المجانين صار عبر كل الشوارع في العاصمة، ففي مرة قامت إحدى المختلات بسحب امرأة من شعرها وترصدتها داخل مخبزة حيث كانت تتناول وجبة الغذاء ولم تتركها إلا بعد تدخل الحاضرين هناك، فالجنس اللطيف هو المستهدف من طرف هؤلاء على خلاف الرجال الذين يهابهم المختلون عقليا رجالا ونساء. وبذلك فانتشار المختلين عقليا عبر الشوارع بات خطرا حقيقيا يهدد الكل مما يوجب إدخالهم إلى مصحات متخصصة وإبعاد خطرهم على المتنقلين بسبب أفعالهم اللامسؤولة وظهورهم في صور ومشاهد يندى لها الجبين.