طرحت أكثر من 50 مليون سنتيم للتداول* * نجّاران أزهقا روح موظّف بمستشفى بني مسوس وألقيا جثّته من جبل سيدي بنّور* تمكّنت مصالح الأمن من الإطاحة بشبكة مختصّة في تزوير النقود تنشط عبر محور (العاصمة-بجاية) كانت وراء عملية قتل بشعة راح ضحيتها موظّف بمستشفى بني مسوس عثر على جثّته ملقاة أسفل منحدر جبل سيدي بنّور من جهة محجرة جوبير بباب الوادي بعدما تمّ خنقه بخيط حذاء وتشويه وجهه لعدم التعرّف عليه. ملابسات القضية تعود إلى تاريخ 27 جانفي 2013، عندما تمّ اكتشاف جثّة الضحية التي تمّ انتشالها من طرف مصالح الحماية المدنية من وسط القمامة وتبيّن أنها لا تحمل أيّ وثيقة تثبت هويتها، واتّضح أنها تعود إلى جنس ذكر يتراوح سنّه بين 40 و50 سنة، كما تمّت معاينة أثار لجرح عميق على مستوى الرّأس دون كسر الجمجمة وعليه أثار الخنق بخيط أسود اللّون خاصّ بحذاء كان ملفوفا حول رقبته وطعنتين بواسطة آلة حادّة على مستوى القفص الصدري من جهة القلب ومعها أثار نجارة خشب على رقبته. ومن خلال التحرّيات التي قامت بها الفرقة الجنائية للمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية، وبعد إخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي تمّ فتح تحقيق معمّق لمعرفة ظروف وملابسات هذه الجريمة وتكثيف الأبحاث قصد تحديد الهوية الكاملة للجثّة، حيث أمر وكيل الجمهورية بتسخير طبيب شرعي لتحديد الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى الوفاة، لتكشف التحرّيات عن تسجيل بلاغ على مستوى مصالح الأمن الحضري لبوزريعة من قِبل المسمّاة (ك.ز) مقيمة بنواحي بوزريعة تؤكّد فيه اختفاء شقيقها (ك.ع) وهو عامل بمستشفى بني مسوس، يقيم برفقتها فقدت أثاره بعد مغادرته المنزل يوم 26 جانفي 2013 على متن سيّارة شقيقتها من نوع (بوجو 207). ومواصلة للتحقيق تمّ استغلال الخطوط الهاتفية، ليتوصّل المحقّقون إلى أن جهاز الهاتف النقّال ذا الشريحتين المملوك للضحية قد استعملت عليه شريحة شخص أخرى بعد تاريخ اختفاء الضحية، ويتعلّق الأمر بالمدعو (ب.ع) الذي عند استجوابه أكّد أنه اشترى الهاتف النقّال في اليوم الموالي للواقعة من عند شخص يجهل هويته بسوق (الدلالة) بباب الوادي مقابل مبلغ 4200 دج، وأنه يجهل أنه محلّ سرقة، واستمرارا للتحرّيات تبيّن أن الشخص الذي باعه إيّاه يدعى (ل.ع) الذي أكّد بدوره أنه اشتراه من شخص يجهل هويته مقابل مبلغ 3 آلاف دج. وبعد استغلال كشوف المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة من الخطّين الهاتفيين اللذين كانا يستعملهما المجني عليه، وبعد تفحّصها ثبت أن آخر مكالمة استقبلها الأخير كانت مع كلّ من المدعو (م.أ) و(ب.ع.ح) وهما نجّاران. واستمرارا للتحرّيات وقصد ضبط هذين الأخيرين تمّ استدراجهما إلى محلّ إقامتهما ببوزريعة وتوقيفهما يوم 3 فيفري 2013، حيث ضُبطت لدى الشخص الثاني ورقتان نقديتان من فئة 1000 دج، فيما كانت نتائج تفتيش مسكنيهما سلبية. الاعتراف عند استجواب المشتبه فيهما، اعترف (م.أ) بأنه هو الجاني الرئيسي بمعيّة صديقه (ب.ع.ح)، حيث أفاد بأنه يعرف المجني عليه منذ شهر ونصف قبل تاريخ الواقعة، أين اِلتقى به أوّل مرّة على مستوى (شوفاليي) في حدود الساعة الحادية عشر ليلا كان خلالها الضحية على متن سيّارة من نوع (بوجو 207) فتوقّف أمامه وعرض عليه نقله إلى محلّ إقامته، وأثناء مرافقته -يسرد المتّهم في أقواله- أنه بدأ يبادره ببعض التصرّفات الغريبة ليكتشف أنه شاذّ جنسيا، وقبل نزوله من السيّارة تبادلا أرقام هاتفيهما وأصبحا بعدها يتبادلان الاتّصالات الهاتفية، لتتطوّر العلاقة بينهما وتحوّلت إلى لقاءات كانت تجمعهما في غابة باينام ومنطقة بني مسوس. كما أضاف المتّهم أنه وبعد مرور 4 أيّام عن ذلك اِلتقى بالضحية في ساحة (ريابي) ببوزريعة، حيث انتقل معه بعدها إلى غابة باينام في حدود الساعة الثامنة ليلا، غير أنه لم يمارس الفاحشة معه رغم إلحاحه على ذلك، ما جعله يعرض عليه التعرّف على صديق له شاذّ جنسيا يقطن ببني مسوس وتوّجها لاصطحابه من منطقة الخرّوبة ببني مسوس، حيث تبادلوا أطراف الحديث وبعدها عاد هو إلى مقرّ إقامته رفقة الضحية واستمرّ في التواصل معه فيما استمرّ الضحية في تصرّفاته الشاذّة معه لتخطر في باله فكرة عرضه على صديقه (ب.ع.ح)، وهو ما وافق عليه الأخير وبات هو الآخر على اتّصال دائم بالضحية. وصرّح المتّهم أيضا بأنه اِلتقى وشريكه في الجريمة بالضحية على مستوى ساحة (ريابي) وتوجّهوا نحو غابة باينام، وظلّ هناك مدّة قصيرة ليتوجّهوا بعدها نحو حي (السيلاست) ببوزريعة وظلّوا هناك بالسيّارة إلى غاية حلول الظلام، وعند نزولهم من السيّارة أحكم (ب.ع.ح) قبضته على رقبة الضحية بينما قام المتحدّث بإسقاطه أرضا ووضع ركبته على رقبته إلى أن أفقده الوعي ومن ثمّة قاما بحمله ووضعه في المقعد الخلفي للسيّارة، حيث حاول الضحية حينها النهوض، عندها قام الصديقان المشتبه فيهما بخنقه بحزام السروال الرياضي الذي كان يرتديه المتّهم الأوّل حتى شلّت حركة الضحية تماما ليقوما بعدها بحمله ووضعه في الصندوق الخلفي للسيّارة ثمّ غادرا على متنها، وبالوصول إلى منطقة (الكاريار( بحي )السيلاست) أخرجا الضحية الذي لم يكن يتنفّس، وخوفا منهما من أن يسترجع وعيه قام (ب.ع.ح) بطعنه مرّة واحدة على مستوى الصدر بجهة القلب لينتزعه منه (م.أ) ويوجّه للضحية طعنة ثانية على مستوى القلب، وبعد تأكّدهما من وفاته رميا جثّته من أعلى الشرفة ليتوجّها بعدها على متن سيّارة الضحية نحو ولاية بجاية لبيع السيّارة. العصابة طرحت 50 مليون سنتيم مزوّرة للتداول توصّلت التحرّيات في جريمة القتل إلى تحديد هوية عناصر شبكة وطنية لتزوير النقود، ويتعلّق الأمر ب 06 متّهمين، من بينهما 03 متّهمين ضالعين في جريمة القتل العمدي. حيث صرّح الجاني (م.أ) الذي ضُبطت بحوزتة النقود المزوّرة بأنه تحصّل عليها من عند المدعو (أ. صابر) المقيم بقرية (آيت أوراغ) بولاية بجاية، وبعد توقيف هذا الأخير على متن سيّارة من نوع (ماروتي) عثر بداخلها على مبلغ مالي مزوّر مشكّل من 98 ورقة من فئة 1000 دج، وعند سماعه صرّح بأنه تحصّل على المبلغ من عند شريكه (م. يحيى) المقيم بقرية (سلوانة) بنفس الولاية، والذي يقوم بتزوير النقود في مسكنه ويسلّمها له من أجل توزيعها مقابل حصوله على نسبة 30%، وأنه يودّ توزيعها في السوق. ومواصلة للتحقيق، تمّ توقيف المدعو (يحيى) وضبط في بيته جهاز إعلام آلي بكلّ لواحقه ومبلغ مالي مزوّر معه للتداول قدره 73 ألف دج من فئة 100 دج، وعند استنطاقه اعترف بتزوير أوراق نقدية بلغت 100.000 دج سلّمها ل (أ. صابر)، (خ. جمال) و(ط. مولود) قصد طرحها للتداول مقابل نسبة 15 بالمائة، وأن المبلغ الذي زوّره وطرحه للتداول من بداية العملية يقدّر بأكثر من 500.000 دج. وهي وقائع ملفين قضائيين أحيلا على محكمة الجنايات التي أمرت أمس الأوّل بتأجيلهما إلى الدورة الجنائية المقبلة لغياب دفاع المتّهمين.