المجلس الأعلى للديانة الإسلامية يحذر: عقد حزب (الجمهوريون) الفرنسي الجديد بزعامة نيكولا ساركوزي في باريس، ندوة حول الإسلام في فرنسا، طالتها سلسلة من الانتقادات في الأوساط الإسلامية الفرنسية وبعض المسؤولين السياسيين. وكان المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في فرنسا قد أعلن مقاطعة الندوة كونها (تقلل من قيمة المسلمين)، إلا أن الجالية المسلمة بفرنسا تفاجأت بحضور عميد مجلس باريس، دليل بوبكر، وثلاثة مسؤولين آخرين، وفق ما تناقلت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية. وقال عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا (إنني مستاء جدا من هذه المسخرة ومن هذا التغيير في الموقف في آخر دقيقة)، مؤكدا أن بعض المشاركين تلقوا تهديدات مباشرة من نيكولا ساركوزي الذي ذكرهم بأنه سيكسب الانتخابات الرئاسية في عام 2017م وسيحاسبهم حينها على هذا الرفض. وأضاف أن (دليل بوبكر، عميد مسجد باريس تعرض منذ أيام إلى ضغوطات لكي يشارك في هذه الندوة، لكنه لن يكون طرفا فيها)، وتابع: (سأطالب بعقد اجتماع طارئ لمعاقبة الأفراد الذين شاركوا في هذه الندوة المعادية للمسلمين). ومؤخرا، كانت الجمعيات الممثلة للمسلمين والإسلام في فرنسا، وعلى رأسها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قد أعلنت رفضها المشاركة في هذه الندوة المثيرة للجدل. وصرح عبد الله زكري حينها قائلا (نحن نرفض المشاركة في هذه الندوة كونها تضر بالمسلمين وتحط من قيمتهم وتوصمهم). وكان حزب الجمهوريون الفرنسي قد اختار بدء سلسلة من النقاشات بندوة مغلقة حول الإسلام في فرنسا بحضور مسؤولين في الحزب وبعض ممثلي الديانات في فرنسا دون أن يتم الكشف عن هويتهم. وانتقدت جهات عديدة اختيار نيكولا ساركوزي لموضوع الإسلام في أول ندوة للحزب الجديد، الذي استبدل تسميته الأسبوع المنصرم بدلا من أن يستهل ندوته بإحدى المشاكل العويصة التي تواجهها فرنسا كأزمة البطالة وتدني القدرة الشرائية ومشاكل السكن وغيرها من المواضيع. وأثار هذا اللقاء المغلق الذي ستغيب عنه الصحافة كذلك، الكثير من الجدل بين كبار مسؤولي الحزب، ومن بينهم آلان جوبيه المنافس الأبرز لنيكولا ساركوزي في الانتخابات التمهيدية للحزب، التي ستنظم في نهاية 2016 ونتالي كوسيسكو موريزيه، نائبة رئيس الحزب وأصوات أخرى تتمتع بوزن ثقيل داخل الحزب اليميني المعارض، وقد قرروا مقاطعة الندوة وعدم المشاركة فيها.