الحلم الوردي الذي طالما راود عشّاق الكرة العالمية بلقاء العملاقين البرازيلوالأرجنتين في مباراة رسمية بحجم (كوباأمريكا) للأسف تأجّل إلى تصفيات المونديال المقبل (روسيا 2018) بعد الخروج غير المنتظر للمنتخب البرازيلي في الدور ربع النّهائي على يد (الشبح)، المنتخب الباراغواياني بضربات الجزاء، في المباراة التي أقيمت سهرة أوّل أمس بالشيلي ضمن منافسات (كوباأمريكا)، وبذلك تكتمل هوية المنتخبات الأربعة المتأهّلة إلى الدور نصف النّهائي، حيث سيلتقي سهرة اليوم مستضيف البطولة منتخب الشيلي بمنتخب البيرو، فيما يلتقي سهرة يوم غد المنتخبان الأرجنتيني والباراغواياني. البرازيل تعود إلى الديار بدموع حزينة افتتحت البرازيل التسجيل عبر روبينيو في الدقيقة ال 15، وأدركت الباراغواي التعادل بواسطة درليس غونزاليز من ركلة جزاء في الدقيقة ال 72. اعتمد دونغا أمام الباراغواي على روبينيو البالغ من العمر 31 عاما، المعار من ميلان الإيطالي إلى فريقه السابق سانتوس بعد إصابة نيمار، وكانت البرازيل الأفضل في الشوط الأوّل وتقدّمت عبر روبينيو، لكن خطأ ساذج من المدافع تياغو سيلفا بعد لمسة يد حصلت الباراغواي على ركلة جزاء نفّذها ديرليس غونزاليس بنجاح في الدقيقة ال 70، وأهدر إيفرتون ريبيرو ودوغلاس كوستا ركلتي ترجيح، لتفوز الباراغواي وتصعد لمقابلة الأرجنتين وصيفة بطلة العالم في قبل النّهائي. وكان المنتخب البرازيلي فقد اللّقب في النّسخة الماضية عام 2011 بعدما أطاحت به الباراغواي من الدور ربع النّهائي بالذات بالفوز عليه بركلات الترجيح (2-صفر) إثر تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقها إلى النّهائي الأوّل لها منذ تتويجها الثاني عام 1979 قبل أن تسقط في المتر الأخير أمام الأوروغواي بثلاثية نظيفة. وأحرزت البرازيل اللّقب في (كوباأمريكا) 8 مرّات، في حين تملك الأوروغواي الرقم القياسي برصيد 15 لقبا مقابل 14 للأرجنتين. خاض المنتخب البرازيل المباراة بغياب نجمه وقائده نيمار الذي قدّم موسما استثنائيا مع برشلونة الإسباني وساهم بإحرازه الثلاثية (الدوري والكأس المحلّيان ودوري أبطال أوروبا)، لكن مشواره في البطولة انتهى بعد الجولة الثانية من الدور الأوّل (امام كولومبيا) لإيقافه أربع مباريات. واللاّفت أن نيمار كان تعرّض لإصابة خطيرة من قِبل اللاّعب الكولومبي تسونيغا في ربع نهائي مونديال 2014 غاب على إثرها نحو 40 يوما. قدّم منتخب البرازيل مستوى متواضعا في مبارياته الثلاث في الدور الأوّل الذي شهد خسارته الأولى بقيادة دونغا على يد كولومبيا (صفر-1) في الجولة الثانية، ثمّ انتظر حتى الجولة الأخيرة ليحجز بطاقته إلى ربع النّهائي للمرّة الحادية عشر على التوالي. فبعد الخسارة أمام كولومبيا، وهي كانت الأولى عقب 11 فوزا مع دونغا، تمكّنت البرازيل من استعادة توازنها وتجنّب إحراج الخروج من الدور الأوّل للمرّة الأولى منذ 1987 بفوزها على فنزويلا بفضل هدفي تياغو سيلفا وروبرتو فيرمينو. دونغا: (لا أجد الأعذار) اعتبر دونغا أن البطولة شكّلت تجربة مفيدة للفريق في طريق الاستعداد لتصفيات مونديال 2018. وقال دونغا: (إنها مرحلة استعداد وتجربة جيّدة)، مضيفا: (كنّا نودّ الفوز، لكنه درس مهمّ لأننا نتطلّع إلى كأس العالم 2018). وتحدّث دونغا عن فيروس أصاب 15 لاعبا من منتخب البرازيل في البطولة: (لا أجد الأعذار، لكن نحو 15 لاعبا أصيبوا بفيروس، ما حدّ من تدريباتنا، إذ عانى البعض منهم من وجه في الرّأس أو الظهر أو حتى في الجسم ككل)، وأضاف: (شعر بعض اللاّعبين بالأمر أكثر من غيرهم وأصيبوا بالإعياء فاضطررنا إلى تقليص التدريبات). ورغم إلقاء دونغا باللّوم على الفيروس أشار اللاّعبون إلى أن تأثيره لم يكن كبيرا على نتيجة اللّقاء، فيما أكّد رودريغو لاسمار، طبيب المنتخب، على جاهزية الجميع لخوض المباراة. سجّل أوّل هدف له مع البرازيل بعد خمس سنوات روبينيو: (الفيروس ليس عذرا للخسارة) أنهى المهاجم البرازيلي روبينيو صيامه الطويل الذي دام خمس سنوات مع (السامبا) من خلال الهدف الذي سجّله أمام منتخب الباراغواي. ويعود آخر أهداف اللاّعب مع البرازيل قبل الهدف أمام الباراغواي أمام هولندا في مونديال 2010. وتمكّن روبينيو من افتتاح التسجيل ل (السامبا) أمام الباراغواي في الدقيقة ال 15. وقال روبينيو بعد المباراة: (لا أستخدم إصابة العديد من اللاّعبين بالفيروس كعذر، كان يمكننا الفوز بالمباراة، سواء مع وجود فيروس أو لا). الحارس البرازيلي جيفرسون: (غريب ما حدث لنا) نفى جيفرسون، حارس البرازيل، تأثير الفيروس على هزيمة الفريق الذي خسر للمرّة الثانية فقط في 14 مباراة منذ عودة دونغا لقيادته بعد كأس العالم 2014. وقال جيفرسون: (استيقظ الجميع وهم يعانون من صداع وعانى البعض من آلام، من الغريب أن يحدث هذا للجميع في نفس الوقت)، وأضاف: (لكن لا يمكننا استخدام ذلك كعذر حتى في حال شعور بعض اللاّعبين به، لا أعتقد بوجود تأثير لهذا على النتيجة). مدرّب الباراغواي: (هزمنا البرازيل بالروح القتالية) أبدى المدرّب رامون دياز، المدير الفنّي لمنتخب الباراغواي، سعادة بالغة بعد فوز فريقه على نظيره البرازيلي والتأهّل إلى المربّع الذهبي، كما أشاد بخبرة وثقة لاعبيه التي قلبت كلّ التوقّعات التي سبقت البطولة، والتي كانت ترجّح خروج الباراغواي من الدور الأوّل. وقال دياز عقب المباراة: (لدينا مجموعة من اللاّعبين أصحاب خبرة كبيرة واحترافية عالية واستيعاب وفخر وكذلك حماس كبير لتغيير الأمور)، وأضاف: (لقد حقّقنا إنجازا أمام منتخب من الطراز الأوّل، وهذا يعود إلى روح الفريق وسلوكه واحترافيته).