البرامج الدينية البديل الوحيد للمشاهدين برامج تلفزيونية تافهة وأخرى تشجع على العنف في رمضان ! كل سنة يترقب المشاهدون وحتى الناقدون ما خصص من برامج لشهر رمضان الفضيل وما تحويه الشبكة البرامجية لاسيما وأن شهر رمضان هو أهم شهر يشد انتباه المشاهدين ففيه تكثر أعمال الممثلين والمخرجين على السواء وإن لم نبالغ بالقول أن أغلبية المنتجين يؤجلون الأعمال التي هي بنظرهم أفضل الأعمال للشهر الفضيل نظرا لارتفاع نسب مشاهدة الأفلام والمسلسلات ومختلف البرامج خلال رمضان. ياسف آسيا فاطمة ولكن الذي صار يميز هذه البرامج في الأونة الأخيرة هو المبالغة وغياب الموضوعية في كثير من الأحيان وهذا ما لا يختلف عليه اثنان سواء في القنوات الجزائرية أو العربية و أكبر دليل هو الإنذار الذي طال القنوات الجزائرية من سلطة الضبط أول أمس لتماديهم في تصوير مشاهد العنف في الكاميرا الخفية أو حتى المبالغة في الانتقاد الذي وصل لحد التجريح في بعض الأحيان وهذا ما رفضته الوزارة الوصية ركاكة وضعف في السيناريوهات هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المواضيع المتناولة في الدراما الجزائرية صارت تعاني من ضعف وركاكة السيناريوهات التي صارت تتناول مواضيع تافهة أو قديمة نوعا ما وهو ما لم يلق إعجاب المشاهدين وقد أثارت هذه القضية بدورها الكثير من الجدل حول الأسباب التي أدت لضعف المستوى وسبل إنقاذها من الرداءة ولا يختلف الوضع في البرامج العربية المعروضة على مختلف القنوات الفضائية وإن لم تعان هذه الأخيرة من ضعف المواضيع فهي باستثناء البعض منها فهي في غالبية الأحيان لا تتماشى مع حرمة شهر رمضان ولا تناسب مع أذواق الصائمين كالمسلسلات اللبنانية والمصرية التي في غالب الأحيان لا تحترم مشاعر الصائمين أما الذين يبحثون في هذا الشهر الكريم عن الفكاهة فلن يجدوا ضالتهم مع سلسلة رامز للكاميرا الخفية والتي وإن تميزت باحترافية الطاقم العامل عليها إلا أنها مليئة بمشاهد العنف والرعب لتبقى الحصص الهادفة التي تحمل في طياتها الموعضة الحسنة قليلة جدا وإن وجدت فوقتها قصير فهي تعد على الأصابع مقارنة بما يتم عرضه من مسلسلات وأفلام وحصص فنية وترفيهية ليبقى المشاهد حائرا في اختيار برامج تتماشى مع الذوق العام الداعي إلى الموضوعية في البرامج الرمضانية برامج هادفة تنقذ الموقف ومن البرامج القليلة الهادفة هو برنامج خواطر الذي يعرض على عدد من الفضائيات لمقدمه أحمد الشقيري إذ تعتبر سلسلته من أكثر الحصص نجاحا وتأثيرا في المجتمع العربي حيث يتواصل بثها لأكثر من عشر سنين من كل شهر رمضان كان هدفها الارتقاء بالفكر والمجتمع الإسلامي ومخاطبة الإنسان أين ما وجد بطريقة جد احترافية ومختلفة تماما حيث سافر مقدم البرنامج إلى مختلف بقاع العالم لنقل تجارب النجاح بطريقة المقارنة الهادفة وكذا نقل عواقب السلبيات عن طريق ضرب أمثلة حية للأزمات والمشاكل التي ألمت بالأمة الإسلامية وأيضا برنامج ومحياي لدكتور وليد الفتيحي الذي يعتبر هو الآخر من أكثر البرامج الهادفة التي تم بثها ويعرض في برنامجه هذا رحلته مع الإنسان انتقالا من معجزات الخالق في جسم الإنسان وصولا إلى تعقيدات النفس الإنسانية والسبيل لجبلها على الطربق الصحيح رغم العقبات وحيث تم تصوير البرنامج بطريقة مميزة نادرا ما شوهد لها مثيل في البرامج التلفزيونية ورغم شح البرامج الهادفة إلا أنها موجودة والحل حقيقة في أيدي المشاهدين إن هم أعرضوا عن مشاهدة البرامج التي لا طائلة منها غير التفاهة وجد معدوها أنفسهم مجبرين على العمل بما يتماشى وذوقهمو فالكرة في ملعب المشاهدين لهم حق اختيار نوعية البرامج التي يرغبون بها