اعتنق عشرات الأوكرانيين الإسلام جراء زخم الروحانيات في شهر رمضان المبارك وعادات التراحم والتكاتف بين المسلمين. الشاب أرتور برر اعتناقه للإسلام قبل أيام في مسجد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف قائلا: "أكثر ما ترك أثرا في نفسي هو حقيقة أن رمضان شهر صيام لجميع الأعضاء عن الحرام قبل الطعام، وشهر يقاوم فيه المسلم نفسه ليهذبها". وفي حديث للجزيرة نت، يروي أرتور أنه قرأ كثيرا عن مختلف الأديان وحاول تحليل المنطق فيها ليختار من بينها ما يقنعه، وعندما استمع قبل مدة إلى أحد القساوسة يقول "صوم المسيحيين واليهود كان كصوم المسلمين اليوم" تعمد مخالطة المسلمين لسؤالهم، ثم أقبل على المركز ليعتنق الإسلام. وأرتور واحد من بين نحو 30 أسلموا منذ بداية شهر رمضان المبارك الجاري، تسعة منهم في العاصمة كييف، الأمر الذي دفع بعض القائمين على العمل الإسلامي هنا للقول إن "رمضان شهر القرآن وشهر اعتناق الإسلام في أوكرانيا". وتابع أرتور "في رمضان شعرت أن المسلمين أمة عالمية تضم جميع الجنسيات والقوميات واللغات، وشعرت بأنهم يفهمون بعضهم بعضا حتى وإن كانوا لا يملكون لغة مشتركة". ومن أبرز أسباب الإقبال على اعتناق الإسلام والتعرف عليه في أوكرانيا الأجواء الرمضانية على اختلافها، كما يقول بعض القائمين على المراكز والمساجد. وفي كييف أسلمت الشابة تتيانا (19 عاما)، وقالت "سألت أحد أصدقائي عن الإسلام عندما عرفت أنه صائم فحدثني، ثم أخذت ترجمة معاني القرآن وقرأت بعض سوره فأحسست أنه حقيقة تتناسب مع واقعنا، ولهذا قررت التعرف أكثر ثم أسلمت، ولكن أهلي لا يعرفون". مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا الشيخ سعيد إسماعيلوف يقول "أعتقد أن عدد معتنقي الإسلام أكبر ولا يقل عن 50، لأننا نتحدث عن الذين اعتنقوا الإسلام أمام المصلين في المساجد ولكن غيرهم كثر".