يتحول المركز الثقافي الإسلامي في كييف الذي يعتبر أكبر صرح إسلامي في العاصمة الأوكرانية خلال شهر رمضان المبارك إلى ما يصفه القائمون عليه ب "خلية النحل". حيث يدب النشاط في جميع أقسام ومرافق المركز مع دخول الشهر المبارك، ويستمر هذا النشاط على مدار الساعة من خلال برامج ثقافية وإيمانية منوعة، تبدأ بعد صلاة الفجر وتنتهي عندها. ومن اللافت في تلك الأقسام والمرافق حرص مرتاديه على استثمار كل الدقائق وحتى الثواني، ويظهر هذا جليا في مسجده الذي لا يخلوا أبدا من تالٍ للقرآن أو ذاكر مسبح أو داع متضرع. برامج منوعة وتوزع فقرات برامج إيمانية وثقافية منوعة على ساعات الإمساك خلال شهر رمضان في المركز، وهي برامج تلقى اهتمام وإقبال مرتاديه على اختلافاتهم العرقية واللغوية. فقبل دخول موعد صلاة العصر تبدأ جموع مسلمي العاصمة بالتوافد تباعا إلى المركز، للصلاة ثم للجلوس في حلقات التلاوة أو تعلم اللغة والتجويد لغير الناطقين بالعربية، ثم لحضور الدروس الدينية الثقافية اليومية، التي تسبق موعد الإفطار. وبعد أداء صلاة المغرب من كل يوم، يجلس مسلمو كييف على موائد الرحمن لتناول طعام الإفطار، ثم يشكلون مجالس لاحتساء الشاي والقهوة، لا تخلو من موعظة أو خاطرة إيمانية مؤثرة مفيدة. يقول د. شادي شاور رئيس القسم الثقافي في اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا، ل"إسلام أون لاين" إن الاتحاد يولي اهتماما كبيرا بإعداد برامج غنية لشهر رمضان، وذلك لاستثماره في خير ومنفعة الرجال والنساء، الكبار والأطفال، من أبناء الجاليات والمسلمين المحليين. ألفة ووحدة وتتجلى معاني الألفة والمحبة والتكافل والوحدة في رمضان كييف، ففيه اجتماع للمسلمين على اختلاف أعراقهم وألوانهم ولغاتهم، يقفون للصلاة صفا واحدا لا يفرقهم شيء، ويجمعهم حبل الله، والسعي لكسب رضاه وغفرانه. ولا تقتصر هذه المعاني على الرجال فحسب، بل تشمل النساء والأطفال أيضا، بالإضافة إلى مرتادي المركز من غير المسلمين المهتمين بالإسلام والمسلمين، فهو شهر يعكس خيره وبركته على الجميع. ويزيد من فرحة المسلمين في كييف برمضان مشاركة وعاظ وقراء من خارج أوكرانيا لهم في إحياء الشهر الكريم، الأمر الذي يضفي لذة على العبادة فيه ما بعدها لذة، يستمتع بها الجميع، وخاصة أولئك الذين اعتنقوا الإسلام حديثا من الأوكرانيين. يقول غريغوري، وهو شاب أوكراني اعتنق الإسلام قبل سنوات عدة، إنه يرى في اجتماع مسلمي كييف خلال شهر رمضان المبارك أجمل لوحة لحيوية دين الإسلام، وللألفة والوحدة التي تجمع بين المسلمين على اختلافهم، فتقضي بصورة عجيبة على فوارق وحواجز العرق أو اللون أو اللغة.