بقلم: الشيخ أبو إسماعيل خليفة معلومٌ أنّ من يقرأ المشاهد قراءة صحيحة ولو على عجل يعرف أن أعداءً كثيرين لا يريدون لبلدان المسلمين أمانًا ولا استقرارًا ولا رخاء ولا ازدهارًا. يحركون مَا وَمَنْ يستطيعون لإحداث فتن أو ما يسمى ثورات لإحداث الخلل وزعزعة الأمن ليسهل التآمر والتفكيك لتوجُّهات الأمة الإسلامية فهم يرغبونها فوضى ويبغونها عوجًا. ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أيها الأحبة: لقد كان رجال السلف يطلبون بأن يُوثَقوا ويُربَطوا لإرادة النجاة من الفتنة وخوفا من مواقعتها بالسلاسل. روى عبدالرزاق في المصنَّف عن طاوس قال: (لمّا وقَعَت فتنة عثمان قال رجلٌ لأهلهِ: (أوثقوني بالحديد فإنّي مجنون) فلمّا قُتِلَ عثمان قال: (خلّوا عني فالحمد لله الذي شافاني من الجنون وعافاني من قتل عثمان). أقول: كم في زماننا هذا- زمن الفتن والمحن- مَن يحتاج لشدّ وثاقه وكَفِّهِ والإمساكِ به حتى ينجو المسلمون من شرِّه.. تُهدى الأمورُ بأهل الرأي ما صلحت * فإن تولّت فبالأشرار تنقاد لا يصلح القوم فوضى لا سَرَاة لهم * ولا سَراة لهم إذا جهالهم سادوا ألا إن السّاحةُ للصادقين المُخلصين والانتماءُ الوطني هو الأغلَى وتيّارُ الحقِّ والكرامة هو الأقوى في عَدالة سائدة وحرية مُنضَبِطة وشعور جماعيّ بالحِفاظ على الوطَن والممتلكات والمُكتَسبات والبعد والتصدي لكلِّ فتنة أو مسلك أو دعوة تُهدِّد الوطَن ووحدَته والمجتمعَ وعَيشَه.. ألا فكُونُوا صفًّا واحدًا في كَتيبَة واحدة مُتراصَّة لمواصلة الطريق وتعاونوا على البِرِّ والتَّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان. وذكّروا أولئك الذين مردوا على إثارة الفتن والقلاقل بما قاله الولي الصالح الشيخ عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله: إنّ الجزائر في أحوالها عجب * ولا يدوم بها للناس مكروه ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع * إلا ويُسر من الرحمن يتلوه اللهم بارِك فِي الجزائر أَرْضِها وسمائها وأكثر خيرها في بَرِّها ومائِها واحفظ اللهم أمنها وعقيدتها من كيد الأعداء ودسائس المغرضين واجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين اللهم ولّ أمورنا خيارنا ولا تولّ أمورنا شرارنا وارفع مقتك وغضبك عنا ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.