مناسبة عظيمة يحتفل بها المسلمون في كامل البقاع هكذا تتجلّى مظاهر العيد في الجزائر من المعلوم شرعا ومن المعقول عقلا أن شهر رمضان هو مدرسة روحية وطهارة صحية ومزرعة للحسنات تربي الإنسان وتجعل الشهوات والرغبات في اليد والمثل والمباديء غذاء للعقل والروح حتى يرقى الصائم بروحه إلى مصاف الملائكة غير أن بعض المظاهر تفقد الصيام رسالته وحكمته وروحه بعد انتهاء الصيام ينطلق الناس إلى شهواتهم وملذاتهم كأنهم كانوا مصفدين في رمضان وتحرروا من هذه العبادة المتعبة. مساهمة: الشيخ جلول قصول أول شيء يسرع إليه البعض ويفرحون به عاداتهم السيئة (كالتدخين والمعاكسات والسهر والمجون) وكان من المفترض أنهم تحصلوا على الجائزة من الصيام في يوم العيد تشهد لهم بأنهم تخلوا عن العادات القبيحة والأفعال السيئة وأنهم تخرجوا من مدرسة الصيام والقرآن. مظاهر في العيد ...لا ينبغي أن تكون المظهر الثاني يقابلك في يوم العيد التسول في الطرقات وأمام المساجد هذا مخالف لمظاهر العيد التي تدعو المؤمن الفقير أو الغني للفرح ولبس الجديد والناس كلهم بالعيد فرحين. المظهر الثالث زيارة المقابر لأنه مخالف لحكمة العيد ولا يوجد دليل يخصص زيارة المقبرة يوم العيد أو ثاني يوم العيد وإحياء المواجع والأحزان وإن كانت زيارة القبور مستحبة فليس في أيام العيد المخصصة للفرح والسرور المظهر الرابع التبرج والاختلاط وانتهاك حرمات العيد خامسا التقبيل للرجال من النساء دون مراعاة ما حرم الله وكأنه يوم تباح فيه المحارم سادسا من العجب العجاب أنه في يوم الفرح وفي يوم العيد ينعدم الخبز والإطعام وينقلب الأمر من التصدق بالطعام أصبح بالحلويات ويشتكي الناس قلة الطعام في يوم الإطعام والتوسعة على العيال. لعيد الفطر مكانة عظيمة اعلموا أن العيد له مكانة عظيمة وأداب سامية يجب أن يعرفها المسلم أول عيد احتفل به المسلون هو عيد الفطر الذي يحتفل فيه المسلمون في أول يوم من أيام شهر شوال كل سنة وعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام شهر كامل ولذلك سمي بعيد الفطر. ويحرم صيام يوم عيد الفطر ومدته شرعا يوم واحد فقط وليس ثلاثة أيام كما هو متعارف عليه عند الفئة العظمى من الناس لذا فالقول أيام عيد الفطر غير صحيح فعليا لأنه يوم واحد فقط. ويوم العيد هو يوم فرح وسرور وأفراح المؤمنين في دنياهم وأخراهم إنما هي بفضل مولاهم كما قال:(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). المعايدة تعكس السرور (تقبل الله منا ومنكم) كان أصحاب رسول اللَّه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: وقد جرت العادة في كثير من المدن بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك أو كل عام وأنتم بخير فإن قالها فلا حرج. أعياد المسلمين قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبير في العيدين وإظهار الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة إتمام الصيام وزكاة الفطر. والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعًا يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد. فالعيد لكل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة وفي العيد تتجلى الكثير من المعاني الاجتماعية والإنسانية ففي العيد تتقارب القلوب على الود ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت وتعم النعمة كل أسرة وهذا هو الهدف من تشريع (صدقة الفطر) في عيد الفطر. التكبير والتهليل يوم العيد أما المعنى الإنساني في العيد فهو أن يشترك أعدادٌ كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد في مظهر اتحادهم وتُعلم كثرتهم باجتماعهم فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية وتنمو عندهم قوة الفكرة والأمن الفكري وقد رخص النبي محمد للمسلمين في هذا اليوم إظهار السرور وتأكيده بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح بل آداب العيد وسننه التكبير فإنه يسن التكبير في العيد: وصيغته: الله أكبر الله أكبر وهذا التكبير غير مقيد بالصلوات بل هو مستحب في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد وينتهي بخروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة لقول الله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وجملته أنه يستحب للناس التكببر ثلاثا تباعا فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. والغسل للعيد سنة مؤكدة في حق الجميع الكبير والصغير الرجل والمرأة على السواء. روى ابن عباس (أن رسول الله كان يغتسل يوم الفطر والأضحى) وروي أيضا (أن النبي قال في جمعة من الجمع: إن هذا يوم جعله الله عيداللمسلمين فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك.). رواه ابن ماجه. ويستحب أن يتنظف ويلبس أحسن ما يجد ويتطيب ويتسوك. الإفطارعلى تمرات قبل صلاة العيد كذلك فإن من السنة أن يبادر المسلم إلى الإفطار قبل الخروج إلى الصلاةعلى تمرات يأكلهن وترًا فعن أنس- - قال: كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا) رواه البخاري وأحمد. من السنة أيضا يوم العيد أن يشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد حتى ولو لم يؤد البعض الصلاة لعذر شرعي. روت أم عطية: أمرنا رسول الله أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. وتقبل الله منا ومنكم وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.