تعوّد كثير من النّاس بعد انتهاء رمضان وقدوم العيد على أن يتمثّلوا ببيت المتنبّي: (عيد بأيّ حال عدت يا عيد...) والبعض يحفظ بعض الأبيات من هذه القصيدة التي هجا بها المتنبّي كافور الإخشيدي فيتركون ما ورد من أحاديث وأقوال تدعو إلى الفرح بالعيد ويتمسّكون بهذه القصيدة التي هجا بها شاعر يقول ما لا يفعل ويهيم وراء مصلحته في كلّ واد عندما رفض كافور إعطاء المتنبّي ولاية وقال له: (أنت في حال الفقر وسوء الحال وعدم المُعين سَمَتْ نفسك إلى النبوة فإن أصبتَ ولاية وصار لك أتباع فمن يطيقك؟). في عيد الفطر السعيد سنسعد ونُسعد من حولنا نعم سنفرح كما أمرنا ربّ العالمين في كتابه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]. وكان لنا في رمضان موعظة وكان لنا فيه رحمة أن وفّقنا اللّه تعالى لنصوم نهاره ونقوم ليله لذا في عيد الفطر السعيد سنفرح كما وعدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ). سنفرح لأن هذا اليوم هو يوم توزيع الجوائز على الصّائمين. سنفرح لأن القاعدة الشرعية تقول: (إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين) وما أجملها من فرحة عندما يهدينا خالقنا أجمل هدية ويعتقنا من النّار. ولقد كان النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وصحبه يلبسون أحسن الثياب ويفرحون بقدوم العيد ولا يعتبرون هذا اليوم تكريسا للأحزان كما يعتبره البعض إنما هو يوم للتعبير عن الفرحة والسعادة. فهذا العيد موسم الفضل والرحمة وبهما يكون الفرح ويظهر السرور قال العلماء: وشَرع النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد قال أنس رضي اللّه عنه: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: (إن اللّه أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر). وللعيد فرحة بإكمال العدّة واستيفاء الشهر وبلوغ يوم الفطر بعد إتمام شهر الصوم فللّه الحمد على ما وهب وأعطى وامتن وأكرم وللّه الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة.