للنصيحة آداب. إن الله عز وجل أخبرنا بآداب النصيحة وما كل من نصح عرف كيف ينصح ولا كل من دعا عرف كيف يدعو ولا كل من أراد الخير وفق له ورب كلمة منعت ألف كلمة ورب خطوة أخرت عن ألف خطوة.أرسل الله موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون فقال لهما: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44]! قال عمر: [[ثلاث تكتب لك الود في صدر أخيك: أن تدعوه بأحب الأسماء إليه وأن توسع له في المجلس وأن تبدأه بالسلام]. أتجرحني لتنصحني؟ أتشتمني لتردني؟ أتفضحني لتهديني؟ أنا لن أطيعك ولن أوافقك هذا ماهو قائم في بلاد القبائل لأن مشاعر الإنسان لا تعيش إلا على الرضوان والإنسان لا بد أن تشعره بمكانته وبفضله وبحسناته ولا يختلف اثنان على أن منطقة القبائل لها إرث تاريخي ثقافي حضاري إسلامي نذكرهم بأجدادهم بانتمائهم وووو ونعلم بأن هذه المنطقة تداولت عليها المؤامرات والمناورات تتجدد في أسمائها الربيع الأمازيغي اللغة الأمازيغية يتاجرون كل مرة بقيم تاريخية لهذا الجزء من وطننا وهذه المرة أرادوا اللعب على المقدسات.. الإسلام والسؤال هل ما قام به القائمون على الفطور الجماعي وكيف هبوا لنصرة الإسلام والدفاع عنه في السنة الماضية هل ما قام به هو من الدين أو من الحكمة.. أم أننا فتحنا بابا سنويا لكل ناعق ولكل مناور ولكل حاقد ولكل حاسد ووو وتتبلور فيها المكائد وتنمو فيها الأحقاد وتصبح ساحة ضرارا وتفريقا بين المؤمنين منهم من يريد مقاضاتهم ومعاقبتهم وتعزيرهم لأنهم انتهكوا حرمة رمضان ألم يعلموا بأن هناك من لا يصلي أليست الصلاة ركنا من أركان الإسلام وهناك من لا يزكي أليست الزكاة ركنا من أركان الإسلام.. وهناك من لايحج أليس الحج ركنا من أركان الإسلام لماذا نفتح أبوابا وجدالا وووو هؤلاء وهؤلاء ومن ورائهم أولئك يريدون الوصول إلى نتيجة وهي أن من بيننا وفينا من لهم غيرة زائدة على الإسلام ويريدون أن يصفهم.. جماعة بوكو .. أو جماعة داعش أن من بيننا وفينا اليهود والملحدون وهؤلاء المنظمات الدولية والاتفاقيات حول حرية الشعائر الدينية لغير المسلمين وأولائك يقولون إن المادة الثانية في الدستور الإسلام دين الدولة ومن خلال تصرفنا وتصرفهم وكلامنا وكلامهم في معالجة هذا الموضوع سيتبلور عندنا وجود أقليات وطوائف وبعدها.. وبعدها ... سيقولون يا ويلتنا ..... وعليه هنا حكمة الحكمة والنظرة المتأنية لمعالجة مثل هذه المواضيع فهي الآن بين أيدينا وإذا خرجت لا قدرالله ستكون نتائجها وخيمة. الحكمة الحكمة من أهلها لا من المتربصين والجهلة والمأجورين كيف ذلك؟ أن تريد بهذا الذي تريد أن تأمره وتنهاه أن تريد له الخير وأن تريد أن تصحح مساره لا تركب على كتفيه ظاهرها نصيحة وباطنها فضيحة يريد بها أن يشفي غلاً في قلبه من حسد يشخص أمراضهم ويضخم أخطاءهم وهذا غير منهج أهل السنة والجماعة. الستر وعدم التشهير من آداب النصيحة ؟ وأن مايقومون به هذا ليس من منهج أهل السنة وإنما هو إرغاء وإزياد وتشويش وفتنة وهمجية معناها أن يحول الناس إلى جدال وخصام واحتدام كان عليه الصلاة والسلام يرى الخطأ فلا يقول للرجل أخطأت ولكن يصعد المنبر فيقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا لأن هذه أصبحت معارك متبادلة أو استحداث خصومات مع القلوب وأصبح فيها من الفتنة ما الله به عليم. الإسلام ليس دين تطرف ولا تزمت وننزل المسائل منزلتها؟ والله يقول: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [البقرة:269]. بقلم: الشيخ جلول قسول