يرى وزير التجارة الهاشمي جعبوب أن الاتحاد الأوروبي لم يف بالتزاماته تجاه الجزائر في اتفاق الشراكة، منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ سنة 2005، وأن الاتفاق كان له تأثيرا إيجابيا في اتجاه واحد فقط، أي في اتجاه المجموعة الأوروبية دون أن تستفيد الجزائر من ذلك شيئا. تطرق الهاشمي جعبوب في حوار لجريدة »تشرين« السورية إلى تجربة الجزائر مع الاتحاد الأوروبي وكذا منظمة العالمية للتجارة، والتي وجدت فيها (التجربة) سوريا نموذجا تستطيع أن تحتذي به في مفاوضاته للانضمام إلى السرحين في المستقبل، علماً أن الجزائر تجري مفاوضات للانضمام إلى هذه المنظمة منذ أكثر من عشر سنوات، وقد اكتسبت في هذه الفترة خبرة كبيرة في التفاوض مع الأطراف المعنية. وقال الهاشمي جعبوب في تقييمه لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي أن - الشراكة لها جوانب متعددة، فهناك جانب أمني وجانب يتعلق بالعدالة وآخر يتعلق بالبحث العلمي إلى الجوانب المتعلقة بالاستثمارات والتجارة، ملفتا الانتباه إلى أن عدد دول الاتحاد الأوروبي عندما وقعت الجزائر الاتفاقية كان 11 دولة، أما الآن فقد ازداد عدد هذه الدول إلى 20 ومزايا الاتفاق تعمم على الأعضاء الجدد تلقائياً، ومؤكدا أنه بالنسبة للتعامل التجاري مع الاتحاد الأوروبي تكون المعادلة متكافئة إذا أدخلنا في عداد صادراتنا إليه البترول والغاز. ودونها يبدو الخلل واضحاً. وبلغة الأرقام أوضح وزير التجارة أن حجم الاستيراد من دول الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر 57 بالمائة من إجمالي المستوردات وفي عام 2009 وحده بلغت قيمة مستورداتنا من الدول العربية مجتمعة مليار و600 مليون دولار، في حين بلغت قيمة مستورداتنا من دولة أوروبية واحدة هي فرنسا 6 مليارات دولار ومن كامل دول الاتحاد الأوروبي 40 مليار دولار. وعدد جعبوب جملة من الأسباب التي حالت دون أن 1- تحقيق التكافؤ في الميزان التجاري بين الطرفين، وأوعز ذلك »عيب في صناعتنا لأن مصانعنا سواء التي تنتج سلعاً صناعية أو زراعية لا تنتج ما يصدر لهذه الدول«، وكذا المواصفات الموضوعة من قبل الاتحاد الأوروبي قاسية جداً خاصة على صناعات ناشئة مثل الصناعة الجزائرية، إضافة إلى أن الحصص الممنوحة للمنتجات حصص (معابة جداً) أي أنها حصص وهمية لا يمكن الاستفادة منها، ببساطة لأنها تمنح خارج مواسم زراعتها وجنيها، ناهيك عن الشح في منح الفيزا للمواطنين الجزائريين ولابد من تنقل الأشخاص للبحث عن الأسواق للمنتجات ومتابعة بضائعهم. مضيفا وفي مجال الاستثمارات كان المفروض أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتشجيع رؤوس الأموال الأوروبية على الاستثمار في الجزائر وهذا لم يحدث، بل لاحظنا أن الدول الأوروبية لا تشجع مواطنيها على الاستثمار في بلدنا على عكس الالتزام الذي تعهدت به. وأردف الوزير أن هناك نقطة مهمة فقد التزم الاتحاد الأوروبي في الاتفاقية بدعم دخول الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية مقابل أن تلتزم الجزائر بمنح امتيازات جديدة خاصة بالاتحاد الأوروبي وهكذا فإن الاتحاد الأوروبي حصل على مزايا من اتفاق الشراكة ويريدون أن يأخذوا مزايا أخرى من تأييدهم لانضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة. وأبرز جعبوب أن الجزائر تعتزم إثارة هذا النقاط أضف في الاجتماع القادم مع الاتحاد الأوربي في بروكسل وسندفع باتجاه مراجعة البنود حتى نحقق التكافؤ والعدالة وسنطلب من الأوروبيين الوفاء بالتزاماتهم. أما فيما يتعلق انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة فقال جعبوب بأن الجزائر أمضت 12 عاماً في عملية التفاوض، مشيرا إلى أن الدخول إلى المنظمة ليس القضية الأصعب، وإنما شروط هذا الانضمام، وإدارة عملية الدخول وتكلفة الدخول (تكييف أو مواءمة الاقتصاد مع قواعد وقوانين المنظمة) وثمن الدخول من تنازلات جمركية وخصوصاً ما يتعلق بتحرير تجارة الخدمات، وفتح قطاع الخدمات أمام الأجانب وخاصة أن دخول الأجانب في قطاع الخدمات: محاماة، طب، استشارات سيكون له تأثير كبير على المواطنين من حيث تعرضهم لشركات كبيرة وهم غير قادرين على المنافسة.