حتى لا يتركوا أراضيهم سكان الأرياف بالعمارية يطالبون ببرامج الدعم الفلاحي لا يزال سكان المناطق الريفية ببلدية العمارية بنحو45 كلم بشرق المدية ينتظرون المزيد من برامج التنمية الشاملة فالزائر لقريتي سيدي سالم واللبابدة والفرنية وغيرها يقف على مظاهر الفقر المدقع والبطالة المتفشية في قرى هذه المنطقة في ظل حرمان السكان الذين تشبثوا بأراضيهم الخصبة رغم التهميش والعزلة. ففي بداية رحلتنا التي سبق وأن قمنا بها إلى قرية سيدي سالم بنحو7كلم شمال العمارية أكد لنا بعض شباب المنطقة بأن أغلب سكان القرية لا يزالون يهتمون بتربية مختلف أنواع الماشية تتصدرها الأبقار المدرة للحليب واللحوم الحمراء ورؤوس الأغنام وكذا الدواجن وعن عودة النازحين ب100 في المائة أضاف محدثنا (أننا نحلم بالعودة إلى أرزاقنا لكن بشروط توفير الدولة لأهم المرافق الضرورية لحياة بني البشر كتهيئة المسالك وبرمجة قاعة علاج وماء الشرب وكذا ترميم وبناء مساكن البناء الريفي كون أن أحواش القرية تعرضت للتخريب من طرف الجماعات المسلحة والعوامل الطبيعية وهذا على غرار إعادة إصلاح شبكة الكوابل الكهربائية المسروقة إيصالها حتى إلى السكنات المشيدة في إطار البناءات الريفية. وعن نزوح سكان سيدي سالم أكد أحد شبابها بأنهم لم ينقطعوا عن أراضيهم مصدر عيشهم طيلة سنوات العشرية السوداء حيث كانوا يهجرون مساكنهم ليلا ويعمرونها نهارا للاشتغال في أراضيهم الخصبة مع شديد الحيطة والحذر ثم تجمعوا وأفراد عائلات داخل مساكن كبيرة متقاربة لتسهيل عمليات الدفاع عن أنفسهم بالأسلحة البيضاء لغاية نهاية 1997 أين تسلحوا في إطار الدفاع الذاتي ما مكنهم وبالتنسيق مع القوات المشتركة من القضاء على فلول الجماعات الإرهابية. ونحن رفقة بعض شباب المنطقة تمكنا من معاينة نقطة تعذيب المجاهدين خلال الثورة التحريرية شيّدت بالإسمنت بطول 4 أمتار وبعرض لا يتجاوز المتر ونصف (الصورة المرفقة) كان يوضع داخلها أزيد من عشرة مجاهدين يبيتون ليلتهم الأخيرة قبل إعدامهم في الصباح الباكر -حسب- من تحدثوا إلينا تبعد بنحو 100 متر عن ثكنة العدو هي الآن مدرسة ابتدائية. أجمع المواطنون الذين تحدثنا إليهم في جانب التنمية الشاملة أن أرياف العمارية مهمشة على طول الخط في الجانب التنموي ليتساءلوا عن أسباب ذلك رغم التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد أثناء الثورة التحريرية حسب أحدهم والذي أضاف مسترسلا في السياق ذاته قائلا (إن أرياف الأطلس البليدي التابعة لإقليم المدية قدمت الآلاف من الشهداء بينها العمارية المشهورة ب3200 شهيد؟. كما أكد محدثونا أن القرى بهذه البلدية الفقيرة على غرار سيدي سالم - مدالة - تفالة - ذراع لقراد (أي ذراع حراس الغابات في العهد الكولونيالي) وبوقيطون إلخ.. لم تنل حقها من مشاريع محافظة الغابات بالمدية أثناء المخطط الخماسي الأول أو الثاني فلا شجرة زيتون غرست ولا صندوق نحل أعطي لأحد فلاحي الجهة ولا مسلك ريفي برمج -أكد أحدهم- وأن كل المشاريع هي عبارة عن حبر على الورق أو ملفات بالرفوف ليس إلا. المعلومات المتطابقة لسكان أرياف العمارية أشارت إلى إحصاءات مشاريع التشجير لسنة 2012 تؤكد استفادة ولاية المدية ب4 آلاف هكتار مخصصة للأشجار المثمرة سبق لها وأن وزعت عبر بلديات الولاية ال64 بلدية باستثناء العمارية التي تتوفر على الظروف المناخية الملائمة والتربة الجيدة المناسبة لنجاح أشجار الكروم والزيتون والتين وحب الملوك والخوخ والمشمش لدرجة أن الرئيس الراحل هواري بومدين وصف العمارية بالمنتج الأول لمختلف الفواكه من حيث الكمية في الهكتار والنوعية أثناء زيارته لذات الولاية سبعينيات القرن الماضي. وللإشارة فإن بلدية العمارية بعاصمة التيطري المدية استفادت بكمية معتبرة من شتلات الكرز (حب الملوك) ربيع السنة الجارية ويأمل سكان الجهة من مسؤولي القطاع الفلاحي وقطاع الغابات برمجة مشاريع تنموية لدفع عجلة الإنتاج الفلاحي المتنوع بأريافهم.