ترغب العشرات من العائلات بالمدية العودة إلى أراضيها وإلى أرزاقها التي تركتها سنوات الجمر خاصة إذا ما لجأت السلطات إلى توفير متطلبات الحياة والمرافق الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها كالماء والغاز والطرق وغيرها· في بلدية العمارية، بلدية ذات طابع ريفي بنحو 97 في المائة تضم أكثر من ثماني قرى كبيرة متناثرة، شهدت خلال المأساة الوطنية نزوحا كبيرا للسكان يصل إلى أزيد من 7000 نسمة، ومن القرى النازح سكانها بنسبة 100في المائة، البدارنة -فرنة - أولاد علي - النواقيس وأولاد تركي وغيرها وهذه القرى الخصبة أراضيها لا تزال مهجورة بنسبة 100 في المائة لحد الآن -حسب رئيس البلدية-، رغم رغبة سكانها في العودة إلى مساكنهم التي أصبحت أثرا بعد عين، وأراضيهم التي صارت هي الأخرى بورا· وحسب رئيس المجلس الشعبي لهذه البلدية، فإنهم سجلوا 17 مجمعا ريفيا منذ 2005 لأجل إعادة إسكان النازحين الراغبين في العودة، لكن لحد الآن لم تنطلق العملية، خصوصا وأن عملية اختيار الأراضي قد تمت بمشاركة كل المصالح التقنية بما فيها مصالح مسح الأراضي، وفي سياق حديثه أشار (المير) إلى رغبة الوالي الجديد في دعم الفكرة بإمكان انطلاق المشروع نزولا عند رغبة النازحين في العودة إلى أرزاقهم، وعن مشكل القطع الأرضية المحددة أكد محدثنا أنها تابعة لأملاك الدولة وأن حجم العائلات يتراوح ما بين 10و20 عائلة بالمجمع الواحد مع إمكانية برمجة بعض المؤسسات ذات طابع اجتماعي وإداري وترفيهي ببعض هذه المجمعات السكنية شبه الحضرية، ومن مطالب الراغبين برمجة المحاجر المائية على مستوى هذه الجهة لاستغلالها في سقي الأشجار المثمرة والمواشي زمن الصيف على وجه الخصوص، أما فيما يخص باقي القرى فقد استفاد بعض قاطنيها من البناءات الريفية، كسيدي سالم - المرابطين· ومن بين الأمور المطروحة بهذه البلدية ذات الحدود الجغرافية مع بلديات الأطلس البليدي كالحمدانية وبعطة، مشكل فك العزلة عن مئات العائلات التي اضطرت إلى ترك أراضيها سنوات الجمر باتجاه مناطق متيجة والمنطقة الحضرية بذات البلدية والمدية وبني سليمان والبرواقية··، ومن بين الطرق التي يرى محدثنا أنها تحظى بالأولية في إعادة هيكلتها، الطريق الرابط بين الوطني رقم 64 والولائي رقم 87، والذي يربط بلدية العمارية ببلدية الحمدانية الواقعة على مستوى الطريق الوطني رقم1 جهة الشمال على مسافة11كلم، وعن إستراتيجية هذه الطريق حصرها محدثنا في إعمار الريف بتشجيع مئات العائلات بالعودة بعد إعادة ترميم المدارس المخربة إضافة إلى المستوصف ومكتب البريد، وكذا الطريق الموصوف بالهام جدا والمتمثل في الطريق الولائي رقم87، والذي يمس- حسب- محدثنا مداشر بكل من بلديتي العمارية ووزرة ثم الحمدانية على مسافة تقدر ب26 كلم· (وأنني جد متفائل كون الوالي الحالي سبق له وأن وعدنا ببرمجته عند زيارته للمنطقة، لأنه يعتبر حافزا مشجعا لعودة السكان وبعث النشاط الاجتماعي والاقتصادي بهذه المناطق، خصوصا بعد تدشين المسافة المقدرة بنحو 8 كلم التابعة لولاية البليدة على مستوى الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين الوطني رقم 18جنوبا بالمدية وبلدية بوقره بالبليدة، بعد مروره بكل من العمارية وبعطة، والذي أصبح جاهزا للاستعمال بعد إشارة الوزارة المعنية، يقول المتحدث، وحسب السكان الذين تحدثوا إلينا فإنه كان من المقرر تدشينه من طرف وزير الأشغال العمومية في ديسمبر الماضي، أين ذهب الفضوليون من سكان البلدية باكرا لمشاهدة عملية التدشين، لكن الوزير لم يحضر لانشغالات أخرى ذات أولوية، ومن المسالك التي لها دور فعال في جذب الراغبين في العودة، الطريق البلدي الرابط بين ذراع العود وفرنة ثم بدارنة على مسافة 8 كلم، إضافة إلى ضرورة فتح مسالك بالمناطق الواصلة بين منطقة سيدي سالم والفرنة، بهدف تسويق المنتوج الفلاحي الإستراتيجي، كالحليب على سبيل المثال يوجد فلاح يملك أزيد من 100رأس بقرة حلوب حسب محدثنا، والذي أضاف في السياق ذاته أن منطقة بدارنة تتوفر على نحو ثلاثة آلاف هكتار من الأراضي الجيدة، هي بحاجة إلى برمجة محجرين مائيين على الأقل لتوظيفهما في سقي الأراضي والمواشي على حد السواء·