رئيس (الشاباك) السابق يعترف: (حكوماتنا تشجّع الإرهاب ضد الفلسطينيين) في ما يمثّل أهمّ إقرار بدور مؤسّسات حكم الاحتلال في تشجيع التنظيمات الإرهابية اليهودية قال يوفال ديسكين الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) إن الحكومات الصهيونية لم تكن يوما معنية بمواجهة هذه التنظيمات. نقل موقع صحيفة (يديعوت أحرنوت) صباح أمس السبت عن ديسكين قوله إنه لم يكن لأيّ حكومة أو مستوى سياسي في إسرائيل أيّ رغبة في مواجهة التنظيمات الإرهابية اليهودية أو حتى الانشغال من ناحية ذهنية بهذا الأمر وأضاف: (لقد تشكّلت دولة يهودا في الضفّة الغربية (يقصد دولة الإرهابيين اليهود) إلى جانب دولة إسرائيل حيث يسود في هذه الدولة جهازا قضاء مختلفين) محذرا من أن منظومة القيم السائدة في (دولة يهودا) تقدّس الفوضى والعنصرية والعنف وترفض شرعية المؤسّسات الرسمية المنتخبة. وأقرّ ديسكين الذي يوصف بأنه (مهندس عمليات الاغتيال ضد المقاومة الفلسطينية) بأن الجهاز القضائي يبدي تسامحا واضحا إزاء التشكيلات الإرهابية اليهودية وأشار إلى أن تيّار الصهيونية الدينية هو الذي يفرض توجّهاته على (الدولة) مشدّدا على أن تنظيم (فتية التلال) الإرهابي هو الذي يملي خطّه الفكري والديني على التيّار الديني الصهيوني وقادة المستوطنين في الضفّة. وحذّر ديسكين من أن كلّ من يدّعي أن الحديث يدور عن بضع عشرات من الإرهابيين اليهود فهو يضلّل الرأي العام مشدّدا على أن هناك عددا ضخما من الشباب اليهودي داخل المستوطنات الذين يؤيّدون التنظيمات الإرهابية بسبب قناعاتهم (الخلاصية) مؤكّدا أن هذه القناعات هي التي تدفع هؤلاء إلى القيام بعمليات إرهابية تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم وأوضح أنه بسبب تفضيل الإرهابيين (قدسية الأرض على (قدسية) الإنسان فإنهم (لن يتردّدوا في المسّ باليهود أيضا إذا شعروا بأن هذا ما تتطلّبه مصلحة الصراع من أجل أرض إسرائيل). وحذّر ديسكين من أن التشكيلات الإرهابية اليهودية تمثّل في الواقع (سرطانا في جسد الدولة) وكشف عن أن كبار المسؤولين والضبّاط في (الشاباك) المسؤولين عن جمع المعلومات عن التنظيمات الإرهابية اليهودية يتملّكهم الخوف بفعل ما يتعرّضون له من مضايقات وتهديدات على أيدي عناصر هذه التنظيمات وقال إن كبار الحاخامات يضغطون حاليا على رئيس الحكومة لعدم تعيين نائب رئس (الشاباك) الحالي وهو متديّن لمجرّد أنه قام في إحدى المرّات بالتحقيق مع نجل أحد الحاخامات بعدما تبيّن أن له دورا في العمليات الإرهابية التي تنفّذها مجموعات (تدفيع الثمن). وسخر ديسكين من الدعوات للتعامل مع الإرهابيين اليهود بالطريقة نفسها التي يتمّ التعامل بها مع المقاومين الفلسطينيين مشدّدا على أنه يستحيل أن تتعامل الأجهزة الأمنية مع اليهود كما يتمّ التعامل مع الفلسطينيين. من ناحيته قال الصحفي شالوم يروشالمي إن فرص القضاء على العنصرية في دولة الاحتلال تؤول إلى الصفر مشيرا إلى أن كلّ الظروف تخدم توجهات التيارات العنصرية والإرهابية. وفي مقال نشرته صحيفة (ميكور ريشون) الجمعة شدّد يروشالمي على أن أعضاء التنظيمات الإرهابية يعتقدون أنهم يمثّلون (شعب الربّ المختار) لذا فإن من الصعب مواجهتهم. وفي سياق متّصل وفي سابقة استخفّت زعيمة المستوطنين اليهود في الضفّة الغربية دانييلا فايس بالرئيس روفي ريفيلن بسبب انتقاده للتنظيمات الإرهابية. ونقلت قناة التلفزة العاشرة عن فايس قولها: (على الرئيس رفيلين أن ينام هادئا فهو ليس مُهمّا إلى الدرجة التي تدفعنا إلى اغتياله).