كان أقرب إلى إسرائيل من الأمريكيين ولولاه لضاعفت حماس مخزونها من الصواريخ اعتبر أبرز حاخامات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية أن تولي عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر قد مثل بالنسبة لإسرائيل أهم "معجزة" في العقود الأخيرة. وقال الحاخام يوئيل بن نون، الذي يعدّ أهم مرجعيات التيار الديني الإسرائيلي إن حكم السيسي منع تحوّل مصر إلى دولة عدوّ، مشدّداً أن استمرار حكم الرئيس محمد مرسي كان يمكن أن يشكل مصدر إسناد خطير لحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى. وفي مقال نشره صباح الأحد موقع صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، أوضح بن نون أنه لولا السيسي لتحولت سيناء إلى ساحة لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى على العمق الإسرائيلي، ولضاعفت حركة حماس مخزونها من الصواريخ. وشدد بن نون، حسب وكالة "سما"، على أن التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر "تعاظم في عهد السيسي بشكل غير مسبوق"، لاسيما في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة. وكشف بن نون، الذي يقطن مستوطنة "أفرات" المقامة على أراض فلسطينية مصادرة في محيط بيت لحم، أن السيسي عرض أن يساعد إسرائيل في التخلّص من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واقترح أن يتمّ توطينُهم في شمال سيناء. وأكد بن نون أن السيسي لعب دوراً بارزاً في حرمان حركة حماس من أيّ انجازات خلال الحرب الأخيرة، موضحاً أن السيسي كان أقرب إلى إسرائيل من الأمريكيين. وأشاد بن نون بشنّ الجيش المصري تحت إمرة السيسي حرباً لا هوادة فيها ضد التنظيمات الإسلامية في سيناء ونجاحه في وقف عمليات تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ناهيك عن قرار القضاء المصري الذي اعتبر حركة حماس حركة "إرهابية". وذكر بن نون أن إسرائيل لعبت دوراً حاسماً في إقناع الولاياتالمتحدة بالتعامل مع نظام السيسي، منبّهاً إلى أن نتنياهو شخصياً نجح في إقناع الإدارة الأمريكية بإرساء قواعد للتعاون بين واشنطن والقاهرة. ووجّه بن نون انتقاداتٍ واسعة للولايات المتحدة التي اعتقدت أن التحول الديمقراطي في العالم العربي يمكن أن يخدم مصالحها. وحمّل بن نون الولاياتالمتحدة المسؤولية عن نجاح حركة حماس في الوصول إلى الحكم من خلال ضغطها من أجل إجراء انتخابات بمشاركة الحركة، محذراً من أن السلوك الأمريكي يمكن أن يفضي إلى سقوط حكم أبو مازن. إلى ذلك، كشفت مصادر فلسطينية عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبلغت مسؤولين في السلطة الفلسطينية بضرورة عدم المساس بنماذج وأنظمة التنسيق الأمني المبرَمة مع إسرائيل خشية أن تكون لذلك عواقب وخيمة على العلاقة الأمريكية الفلسطينية. وكان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قد اتخذ قراراً يوم الخميس الماضي بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. هذا ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مسؤولين فلسطينيين أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يتخذ أي خطوة في اتجاه تطبيق قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وبدوره قال صائب عريقات في حديث للصحيفة إن الجانب الفلسطيني لن يتمسك باتفاقات تنتهكها إسرائيل كل يوم على حد قوله، وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا وصفه بالتاريخي في العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.