يقول إمام الدعاة _الشيخ محمد متولى الشعراوى- إن الإنسان المؤمن لا يخاف الغد وكيف يخافه والله رب العالمين إذا لم يكن عنده طعام فهو واثق أن الله سيرزقه لأنه رب العالمين وإذا صادفته أزمة فقلبه مطمئن إلى أن الله سيفرج الأزمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين وإذا أصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لأنه رب العالمين الذي أنعم عليه.. كل ماعلى المؤمن هو أن يرفع كفيه إليه سبحانه ويدعوه ويحدثه ويسأله حاجته بقلب خاشع وهو على يقين تام بالله وباستجابته لدعائه وحاجته سواء في الدنيا أو في الآخرة. وقد بشر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمته بأن الله عز وجل أنزل عليه آية كريمه تقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). وحذر (صلى الله عليه وسلم) أمته من إعراضها عن الدعاء لقول الله تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ). مفاتيح الدعاء والدعاء باب عظيم من أبواب الخير له عدة مفاتيح.. منها آداب الدعاء التى تكون سببًا للوصول لهذا الخير العظيم إذا اتبعناها ومنها الإخلاص والإلحاح في الدعاء وأن يكون القلب حاضرا فالله لايقبل الدعاء من قلب لاه . أن نرفع يدينا ونبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي (عليه الصلاة والسلام) ونختم بذلك. فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم (إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين). أن نكون موقنين بالإجابة ولكن لانستعجلها حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة). ألا تعلي صوتك كثيرًا في دعائك بل تخفضه بحيث يكون صوت دعائك بين المخافتة والجهر. أن تخشع في دعائك وتستحضر عظمة الله ورحمته. أن تستقبل القبلة وأن تكون على طهارة. أن تكون طيب المطعم والملبس والمشرب فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا. ومن هذه المفاتيح الأوقات والأحوال والأماكن التى يكون الدعاء فيها سبيلًا لتحصيل الخيرالعظيم ومنها: الدعاء في يوم الجمعة ففيه ساعة إجابة. الدعاء في ليلة القدر. الدعاء في جوف الليل الأخير. الدعاء بين الأذان والإقامة وبعد كل صلاة. الدعاء عند نزول المطر. دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب وعنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: دعاء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك: آمين ولك مثل ذلك. دعاء المظلوم والمسافر والإمام العادل والصائم عند فطره والولد البار بوالديه والدعاء للمتوفى. الدعاء في بعض الأماكن المباركة مثل البيت الحرام والروضة الشريفة. الدعاء عند شرب ماء زمزم وعند الطواف بالكعبة والسعى بين الصفا والمروة وفي منى. ومن هذه المفاتيح أيضًا التى تكون سببًا لإجابة الدعاء. استقبال القبلة عند الدعاء وتكرار الدعاء ثلاث مرات. التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه أو بدعاء رجل صالح. أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلالًا. الدعاء في الرخاء والشدة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء. رد المظالم إلى أصحابها. وفي النهاية علينا أن ندرك -كما يقول لنا إمام الدعاة- أن الله سبحانه وتعالى يعرف ما في نفوسنا_ ولذلك فإننا حين نتقيه ونذكره فإنه يعطينا دون أن نسأل_ ولنقرأ معًا هذا الحديث القدسي الرائع وفيه يقول رب العزة: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين والله سبحانه وتعالى عطاؤه لا ينفد وخزائنه لا تفرغ فكلما سألته جل جلاله كان لديه المزيد ومهما سألته فإنه لا شيء عزيز على الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يحققه لك..