يُعَلِّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نذكر اللهَ في كل أحوالنا ومن ذلك أنه كان يذكره عند ركوبه للدابَّة وله في ذلك سُنَّة معلومة فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِدَابَّة لِيَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: (بِسْمِ اللَّهِ). ثَلاَثًا فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ: (الحَمْدُ لِلَّهِ). ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف:13-14] ثُمَّ قَالَ: (الحَمْدُ لِلَّهِ). ثَلاَثًا (اللَّهُ أَكْبَرُ). ثَلاَثًا (سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ). ثُمَّ ضَحِكَ. فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْء ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْء ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ). فهذه سُنَّة جميلة نذكر فيها الله بأذكار كثيرة كما ندعوه فيها دعاءً يعجب منه سبحانه! فما أسهل هذه السُّنَّة وأعظمها! وما أجمل أن نحافظ عليها عند ركوبنا للسيارات أو الطائرات أو المصاعد الكهربائية أو الدواب أو غير ذلك من وسائل الانتقال!.