يروي الرافعي أن عبده الحامولي (فنان عصر الخديوي إسماعيل) لما تزوج من (ألماس) منعها من الغناء في مجالس الناس وأراد الخديوي ذات ليلة أن تغنيه كما كان الحال قديما فرفض عبده الحامولي فأمر الخديوي أن يُؤتى بها قسرا وقهرا لقصره فأصرَّ عبده على الرفض وتمسك بموقفه وتوسط لدى الشيخ الليثي (شاعر الخديوي ونديمه) وانتهت الوساطة إلى عدول الخديوي عن طلبه. في زماننا الآن ترى زوجات المغنين والممثلين في أحضان الرجال عرايا على الشاشات أمام الجميع.. وزوجها فخور بها! هذا فيما يراه الناس وأما ما يحكيه التائبون والمتلبسون بهذا المجال فأمور تشيب لهولها الرؤوس من الفُجْر والدياثة والمتاجرة بالأعراض لا بل المهاداة بها. بل في زماننا هذا فسد حال الناس حتى صاروا يدفعون ببناتهم في مسابقات الغناء والرقص يريدون لابنتهم أن يُعجب بغنائها ورقصها أكبر عدد من البشر وأن يحولوا إعجابهم هذا إلى رسائل هاتفية لتبقى البنت في المسابقة تنافس على المركز المتقدم. بل في زماننا هذا يفرط الناس في بناتهم في الشوارع والأفراح ولا تجد الأم ولا الأب بأسا في أن ترقص ابنتهم في فرح صديقتها أمام الجميع والجميع يصوِّرها وينشر رقصها! لقد كان عبده الحامولي -آنذاك في عرف الناس- فاسقا لا تؤخذ شهادته في المحكمة (ظلت المحاكم الشرعية ترفض شهادة المغنيين حتى ألغاها عبد الناصر.. وذات مرة لم يصدق محمد عبد الوهاب نفسه حين أخبره القاضي الشرعي أن شهادته غير مقبولة بحكم الشرع).. أما الآن ففاسقهم قليل في زماننا ولا حول ولا قوة إلا بالله!