السيسي يلاحق الإخوان جيلا بعد جيل! هذه أحدث الاتهامات "الملفقة" للجماعة تسابق الأجهزة الأمنية في مصر، وخاصة المباحث الجنائية، والأمن الوطني (أمن الدولة المنحل)، الزمن، من أجل اعتقال نجل الرئيس محمد مرسي، أسامة محمد مرسي، تنفيذا لأوامر المحامي العام لنيابات شرق القاهرة الكلية، بسرعة ضبط أسامة مرسي، وإحضاره، لاتهامه بالتحريض على العنف، في قضية فض اعتصام ميدان "رابعة العدوية" (الدموي). وكانت النيابة العامة أصدرت قرارا في القضية بإحالة أسامة وآخرين، يبلغ عددهم 739 شخصا، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات مدينة نصر أول، وتحددت جلسة 12 ديسمبر المقبل لمحاكمتهم. وذكرت تقارير صحفية أن مأموريات الضبط استهدفت مناطق عدة يتردد عليها أسامة، أبرزها في الشرقية، ونطاق القاهرة الكبرى، وتحديدا في التجمع الخامس. الهارب وشن إعلاميون مقربون من السيسي حملة شعواء على أسامة، وأطلقوا عليه وصف "الهارب داخل البلاد". وقال مذيع برنامج العاشرة مساء -في فضائية "دريم 2" - وائل الإبراشي، إنه لا بد من القبض على أسامة محمد مرسي بتهمة فض اعتصام رابعة. وعرض الإبراشي مقطعا صوتيا لمداخلة هاتفية، لنجل مرسي، قال فيها: "يا مرحب بالمشانق طالما ستكون ثمنا للحقيقة"، مؤكدا أنه إذا عاد به الزمن فسيعتصم في رابعة ثانية، وسيطالب بتنحي النظام". وقال أسامة: "لو عاد بي الزمان والتجربة ألف مرة لذهبت إلى "رابعة".. ربما أكون لديّ تقصير، لكن اعتصام رابعة من أكثر ما أفخر به". واستطرد: "نعم اعتصمت في رابعة، ونعم دعونا إلى إسقاط هذا الانقلاب، ونعم دعونا الشعب المصري كله إلى أن ينقذ الوطن والأمة والمستقبل والجيش من هؤلاء الفاسدين والمجرمين، الذين ظنوا أننا يمكن أن نخاف، أو أن الشعب المصري يمكن أن يتم ترهيبه بالمشانق". وعن إعدام الرئيس مرسي قال أسامة: "يا أهلا بالمشانق لتحرير الأوطان"، متابعا: "أنا أتقرب إلى الله بلعن الظالم وزبانيته". وأردف: "إن كانت المشانق في مصر هي ثمن الحقيقة فيا أهلا بالمشانق"، مضيفا أن "التحليل النفسي للحكام في مصر يتطلب طبيبا نفسيا". قائمة المطلوبين وتوجه النيابة العامة إلى المتهمين في قضية "فض اعتصام رابعة"، وعلى رأسهم نجل مرسي، تهم ارتكاب جرائم تجمهر مسلح، وقطع طريق، وتقييد حرية المواطنين، والقتل العمد لهم، واستهداف رجال الشرطة، وتخريب المنشآت العامة، وممارسة أعمال إرهابية، وحيازة أسلحة، وإرهاب جموع الشعب، وتعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر.. إلخ. وجدد الإنتربول المصري إرسال نشرات حمراء بأسماء المطلوبين في القضية بعد ما شملهم قرار الإحالة، ومن أبرزهم: وجدي غنيم، وعاصم عبد الماجد، وطارق الزمر. وكان آخر ظهور لأسامة محمد مرسي في جويلية الماضي، للترافع عن والده في القضية المتهم فيها بإهانة القضاة مع قيادات إخوانية ونشطاء سياسيين وآخرين، وكانت قضية فض اعتصام رابعة قيد التحقيق آنذاك. وتضم قائمة المتهمين في القضية عددا من كبار قيادات الإخوان بينهم: عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وباسم عودة، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، ووجدي غنيم، إلى جانب عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وعصام سلطان، وطارق الزمر وآخرين، كما شمل أمر الإحالة نجل الرئيس الأسبق أسامة محمد مرسي (هارب)، وكذلك الداعية حسام أبو البخاري (محبوس). ورأى مراقبون أن القضية تمثل أحدث قضية في إطار القضايا الملفقة لجماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معها، مشيرين إلى أن أحد أهم أهدافها هو استمرار حبس قيادات الإخوان حبسا احتياطيا بعد أن انتهت مدة العامين التي جعلها القانون حدا أقصى للمحبوسين احتياطيا، وإلا تم الإفراج عنهم، وهو ما ينطبق على معظم قيادات الإخوان، منذ شهر أوت الماضي. اعتقال نجل "محمد البلتاجي" من بيته في غضون ذلك، اعتقلت السلطات المصرية، امس الثلاثاء، خالد البلتاجي، نجل الدكتور محمد البلتاجي، القائد بجماعة الإخوان المسلمين، من منزل العائلة، في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، "بدون مذكرة اعتقال من النيابة العامة المصرية". وقال عمار البلتاجي (المقيم في إسطنبول) الأخ الأكبر لخالد، ، إن السلطات المصرية قامت ب"اختطاف" أخيه خالد من بيت العائلة، وقادته إلى جهة مجهولة، وذلك بعد عودته بساعات من دروسه التعليمية، حيث يدرس خالد (16 عاما) في الصف الثالث للمرحلة الثانوية (بكالوريا). وأضاف أن "هذه هي المرة الثانية، التي يعتقل فيها خالد، حيث سبق وأن تمّ حبسه باتهامات عبثية وهمية ملفقة، ولم يشفع له صغر سنه، ولا انشغاله بدراسته ومتابعة تعليمه ولا اعتقال أخيه، ووالده". وقال: "كان خالد يزور أباه وأخاه أنس في السجن باستمرار، والآن تحول هو نفسه إلى سجين في مصر، التي باتت سجنا كبيرا لكل مواطنيها". وأكد عمار البلتاجي أن "جريمتي الاختطاف والاعتقال بحق خالد، تأتيان انتقاما لدور والده في الثورة المصرية، وفي قيادة العمل الوطني ضد استبداد مبارك والعسكر، ودفاعا عن حريات وحقوق المصريين". وأشار إلى أن "ذلك لن يثنينا عن استمرار المسيرة، ونطالب الجهات الحقوقية والإعلامية بمتابعة الانتهاكات، بحق أسرتنا وبحق المصريين الذين يتعرضون بسبب الحكم العسكري الانقلابي لحملة همجية، لا تمت بصلة لأخلاق ولا قانون ولا إنسانية، ويعانون من أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان والحريات العامة في تاريخ مصر الحديث، تطال حتى صغار السن والطلاب بما في ذلك استهداف أهالي الشهداء والمعتقلين". ومحمد البلتاجي، هو عضو مجلس الشعب المصري السابق، وأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، متزوج وله خمسة أولاد (عمار وأنس وأسماء وخالد وحسام الدين)، وقد قتلت ابنته أسماء خلال فضّ اعتصام رابعة، وهو معقتل لدى السلطات المصرية، منذ 29 اوت 2013، وأصدرت المحاكم بحقه ثلاثة أحكام مؤبد.