* أصحاب المحلات يحملون شعار "كلّش زاد" يبدو أن تداعيات انخفاض البترول مست جيوب المواطنين بطريقة غير مباشرة، وهو ما لاحظه الجميع في الزيادات العشوائية التي مست أغلب المواد الغذائية من أجبان وبسكويت وشكولاطة وأغلب المواد التي تعد ثانوية في ظاهرها إلا أن الإقبال يكثر عليها من طرف المواطنين، بحيث راحت أغلب المحلات وحتى (السوبيرات) التي كانت (رحيمة) قليلا على الجيوب إلى إعلان تلك الزيادات التي أثارت سخط المواطنين لاسيما في فترة التحضير لمناسبة العيد الذي مر علينا وتطلب الكثير من التحضيرات وكانت الفرصة للتجار للانقضاض على الجيوب. نسيمة خباجة في جولة لنا عبر بعض المحلات بعدة نواحٍ من العاصمة دُهشنا إلى الزيادات المعتبرة التي مست أغلب المواد الغذائية وحتى بعض مواد التنظيف والتي تراوحت بين 10 و20 إلى 50 دينارا وهي زيادات يحس بها محدودو الدخل وكذا العائلات المتوسطة، وكانت قبلها زيادات في الحبوب فالعدس وصل إلى 200 دينار بعد أن كان في السابق ب 140 دينار، الفاصولياء وصلت إلى حدود 220 دينار إلى غيرها من المواد الأخرى، ولم تسلم ولو مادة واحدة بسيطة من لهيب الأسعار الأمر الذي استاء منه الزبائن، خاصة وأن ارتفاع المواد الغذائية من شأنه أن ينقلب سلبا على ميزانية الأسر. ميزانية "الجزائريين" مهددة بالاختلال الزيادات العشوائية التي أعلنتها أغلب المحلات و(السوبيرات) أخلطت حسابات الأسر رأسا على عقب، فأرباب العائلات الذين كانوا ينتظرون زيادات في رواتبهم تفاجؤوا على العكس بزيادات في أساسيات معيشتهم، وهو ما جعلهم يندبون حظهم ويتنقلون هنا وهناك لأجل جلب لقمة معيشتهم التي باتت باهظة الثمن مع انخفاض سعر البترول، وأقحموا في مشكل لا علاقة لهم به لا من قريب ولا من بعيد على حد قولهم، وأصبحوا في صراع دائم مع الأجرة الشهرية خوفا من عدم استكمالها الشهر في ظل الزيادات الفجائية التي مست كل المواد الغذائية دون استثناء وحتى بعض مواد التنظيف المطلوبة هي الأخرى في أغلب الأسر من أجل تحقيق عامل النظافة، بحيث سجلنا استياءهم بعد أن اقتربنا من البعض منهم. البسطاء محرومون من البسكويت الحاج (محمد) شيخ متقاعد بين حيرته من الزيادات التي شهدتها أغلب المواد حتى تلك التي لم تكن في الحسبان، بحيث برع التجار في زيادات عشوائية وصلت إلى حدود 50 دينارا في بعض المواد البسيطة التي حرمت على (الزوالي) بعد الرفع من سعرها، فمعظم المواطنين لا يستطيعون جلب مختلف المواد بصفة دورية وهي على ذلك السعر ومصيرهم اختزال بعض المواد من (قفتهم) اليومية على غرار البسكويت العادي المحلي - ولا نقول المستورد فذلك يغيب منذ وقت طويل على الأسر البسيطة-، بحيث زاد سعر البسكويت المحلي العادي الذي عادة ما نرافقه بوجبة الفطور الصباحية، وقال إنه شخصيا سوف يختزله وإلا اختلت ميزانيته الشهرية خاصة وأنه متقاعد ومنحته البسيطة لا تتعدى 15 ألف دينار. زيادات 10 و50 دينارا تضر الطبقة الكادحة يرى أصحاب المحلات أن الزيادات هي ضعيفة جدا، لكن من شأنها أن تؤثر على أصحاب المداخيل المحدودة كما صرح به أغلب المواطنين الذين التقيناهم، والغريب في الأمر أن أصحاب المحلات القوا باللائمة على بائعي الجملة الذين رفعوا أسعار أغلب المواد، ما من شأنه أن يجبرهم على الزيادة في الأسعار، وهو ما وقفنا عليه بسوق السمار للجملة، بحيث لحقت معظم المواد الغذائية زيادات في السعر، حتى الأساسية منها لم تسلم من الزيادة على غرار الحبوب بأنواعها وكذا السكر والقهوة التي عرفت ارتفاعا مما انقلب على أسواق التجزئة في رفع الأسعار، وانقلب أيضا بالسلب على المواطنين الذين اعتبروا أن تلك الزيادات تؤثر عليهم في ظل الأجور الزهيدة التي يتقاضونها. وبذلك صنعت الزيادات في أسعار مختلف المواد الأساسية والكمالية الحدث بين المواطنين، ففي ظل نحيب المواطنين المتواصل على تلك الزيادات التي ستخل بميزانيتهم وتحرمهم من بعض المواد، يرفع أصحاب المحلات شعار (كلش زاد) متذرعين بحجة انخفاض البترول وكذا انخفاض العملة الوطنية.