تقرير أممي ينسف أرقام منظمة حقوقية **** أظهر التقرير السنوي حول الأغذية والزراعة لعام 2015 الذي أصدرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أنّ أكثر من 8.2 بالمائة من الجزائريين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم أي أكثر من 3 ملايين مواطن بينما وصلت نسبة من يعيشون بأقل من 1.25 دولارا في اليوم إلى 1.2 بالمائة وهي رابع المعدلات الأكثر خطورة في شمال إفريقيا وتتناقض هذه الأرقام مع تلك التي قدمتها منظمة حقوقية زعمت أن أكثر من ثلث الجزائريين فقراء. وإعتمد التقرير على مستوى معيشة السكان ووزن الأطفال لافتاً إلى أنّ 8.2 بالمائة من الجزائريين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم فيما حوالي 1.2 منهم يعيشون بأقل من 1.25 دولار يومياً فيما لم يظهر إنتشار ظاهرة نقصان أوزان الأطفال وتوقفت في 4.3 في الأرياف و3.2 في المناطق الحضرية. من جهة أخرى أظهر التقرير الأممي أن ثلاثة أرباع الموريتانيين فقراء جداً وأنّهم الأكثر معاناة من الفقر في منطقة شمال إفريقيا. وأشار إلى أن تونس أقل البلدان في شمال إفريقيا معاناة من الفقر الشديد بمعدل لا يتجاوز 0.7 بالمائة فقط من سكانها يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم و4.3 بالمائة يعيشون بأقل من دولارين. كما بيّن أن أطفال تونس لا يعانون كثيراً من سوء التغذية بما أن النسبة لم تتجاوز 2.4 بالمائة بالأرياف و2.3 بالمائة بالمناطق الحضرية. وجاءت مصر في المرتبة الثانية من حيث نسب الفقر التي أعلنت عنها (الفاو) في شمال إفريقيا ف1.7 بالمائة من المصريين يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم و15.3 بأقل من دولارين. وإقتربت نسبة الأطفال الذين يعانون نقصان الوزن من 7 بالمائة سواء في المناطق الحضرية أو القروية. أما المغرب فقد تصدر المرتبة الثالثة حيث أظهر التقرير أن 1.8 بالمائة من المغاربة يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم و11 بالمائة بأقل من دولارين غير أن معدلات نقصان الأوزان عند الأطفال لم تكن مرتفعة وتوقفت عند 4.3 بالمائة بالمناطق الريفية و1.7 بالمناطق الحضرية. وتأتي أرقام منظمة الفاو الأممية لتزيد من حدة الجدل حول العدد الحقيقي للفقراء في الجزائر وفي السياق كشّفت الرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الجمعة الماضي عن إحصاء 14 مليون فقير في الجزائر ما يمثل نسبة 35 بالمائة من سكان البلاد البالغ 40 مليون نسمة. وقالت الرّابطة في بيان لها إنّ (35 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت خط الفقر). وعزّت هذا الإرتفاع إلى الأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد لافتةً أن الدراسة شملت عينة من 4500 عائلة جزائرية أكّدت أن دخلها اليومي أقل من 1.25 دولار الذي يمثل خط الفقر حسب منظمة الأممالمتحدة. وعدّدت المنظمة مظاهر الفقر في الجزائر كتدهور المستوى المعيشي وسوء الخدمات الصحية والبطالة وتزايد الراغبين في الهجرة وإنتشار ظاهرة التسول. وقالت رابطة حقوق الإنسان أنّ هناك (تناقضا وتضاربا بين الوزارات والمنظمة شبه الحكومية حول عدد الفقراء في الجزائر فبينما حددت وزارة التضامن عدد العائلات المعوزة بمليون و700 ألف عائلة أشارت وزارة الشؤون الدينية إلى أن عدد العائلات المحتاجة يقدر بنحو660 ألف عائلة فقيرة في وقت أحصت هيئة الهلال الأحمر الجزائري نحو 15 ألف عائلة فقيرة ضمن خطتها المستمرة لإعداد خارطة الفقر في الجزائر).