مشاركون في لقاء تحسيسي حول الصحة العقلية بميلة: لابدّ من ضمان التكفل بالمصابين بالأمراض العقلية دعا مشاركون في لقاء دراسي تحسيسي حول الصحة العقلية انعقد بوادي العثمانية (ميلة) إلى (رعاية أفضل) للمرضى بشتى الاختلالات العقلية والذهنية و(تفادي الأحكام المسبقة) التي يواجهون بها من قبل البعض داخل المجتمع (ما يجعلهم يعيشون تهميشا حقيقيا). وأكد نجيب بلطرش طبيب خاص بقسنطينة خلال هذه الأشغال التي احتضنتها متوسطة بغيجة أحمد بمبادرة للمؤسسة الإستشفائية المتخصصة الشهيد شعبان موسى على (أهمية توفير العيش الكريم للحفاظ على الصحة العقلية والذهنية للفرد) مشيرا إلى أن طب الأمراض العقلية هو نموذج للوحدة الصحية العقلية و النفسية والجسدية عند الإنسان ما يستدعي الاهتمام به وتجاوز واقع التهميش والتفرقة التي يعانيها المرضى جراء نظرات وأحكام سلبية متفشية في أوساط المجتمع . وأكد نفس الطبيب في محاضرته بعنوان (الصحة العقلية .. مقاربة نفسية اجتماعية بيولوجية عند الفرد في المجتمع) بأن من شأن هذا التهميش أن يزيد في عزلة المريض وزيادة فقدانه لقدراته العقلية والذهنية ما يستدعي العمل على تحسيس عائلات المرضى والمجتمع كله بضرورة ترقية الصحة العقلية والعمل على تحقيق اندماج المرضى في المجتمع. ويكون ذلك --حسب نفس الأخصائي-- من خلال (تكفل طبي ناجع) و ( حماية الفئات الهشة من المرضى على غرار المسنين الذين يعانون الخرف مثلا) وأكد من جهته الأستاذ يوسف مرجي بالمناسبة إلى (ضرورة استفادة المرضى من رعاية عائلاتهم وفتح فضاءات جوارية لهم لتبادل الخبرة في هذا المجال) مضيفا بأن المجتمع الجزائري (لم يتقدم كثيرا في مجال نظرته للأمراض العقلية) التي اعتبرها كباقي الأمراض الأخرى التي تتطلب التكفل والرعاية. وفي نفس السياق أكدت بدورها الدكتورة ثريا نجار من المؤسسة الإستشفائية المتخصصة للأمراض العقلية بوادي العثمانية (ميلة) في مداخلة بعنوان (ماذا لو كان الطب العقلي في صلب اهتماماتنا) على ( حق المريض العقلي في الرعاية و الحماية) وكذا (ضرورة اعتماد سياسة متعددة القطاعات في مجال التكفل بالمرضى والوقاية من هذه الأمراض التي انتشرت كثيرا في مجتمعنا). من جهتها قدمت الأستاذة مادوي من المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في طب الأمراض العقلية محمود بلعمري بقسنطينة مداخلة عن تاريخ وواقع الصحة العقلية بالجزائر. كما تناول مراد جبلي إمام بمسجد عمر بن الخطاب بوادي العثمانية الجانب الديني ودور المسجد في المحافظة على الكرامة البشرية والصحة العقلية). وقد تم تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي حضره عدد هام من الأطباء و العاملين في تخصص الصحة العقلية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة العقلية الذي احتفل به يوم 10 أكتوبر الفارط تحت شعار (كلنا معنيون).