الانتفاضة متواصلة في رحلة البحث عن الحرية *** - منظّمة التحرير: (حان الوقت لتجسيد دولة فلسطين على الأرض) احتفل الفلسطينيون أمس الأحد بالذكرى ال 27 لإعلان قيام دولة فلسطين وهو الإعلان الذي تمّ في الجزائر عبر تخصيص يوم عطلة رسمية أقرّتها السلطة الوطنية الفلسطينية. لكن تحلّ الذكرى في الوقت الذي ما يزال فيه الشارع الفلسطيني يشيّع شهداءه الذين يقتلهم جيش الاحتلال على الحواجز العسكرية وفي مناطق التماس التي حدّدتها اتّفاقية (أوسلو) سنة 1993 لتكون دولة فلسطين من دون سيادة فعلية على الأرض. ق. د / وكالات تلتهب الهبّة الفلسطينية على الحواجز التي صنعتها (أوسلو) ليسقط 85 شهيدا منذ انطلاقة الهبّة في أكتوبر الماضي 50 منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما أي الجيل الذي ولد خلال توقيع (أوسلو). وفيما تتعالى أصوات شعبية وأكاديمية وفصائلية للاستقلال من (أوسلو) وتبعاته المرّة تنفيذا لقرار المجلس المركزي الفلسطيني في مارس 2014 اختار آلاف الشبّان الفلسطينيين نقاط التماس التي تُعدّ الحدّ الفاصل بين مناطق (أ) أي التي يجب أن تخضع للسلطة الفلسطينية ومناطق (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال لتكون الميدان الأساسي لهبّة الغضب الحالية. لا أحد يقود الشبّان ولم يتوفّر لهم أيّ غطاء فصائلي أو تنظيمي أو حتى الدعم الرسمي من السلطة الفلسطينية. ويؤكّد سياسيون فلسطينيون على وقع هبّة الغضب الحالية أن الوقت أصبح ناضجا أكثر من أي وقت مضى للإعلان أن (أوسلو لم يعد قائما) ويعتبرون أن القيادة الفلسطينية ما تزال تعيش حالة من التسويف وتأجيل القرارات الصعبة مفضّلة التلويح بهذه القرارات بدل تنفيذها. ولعلّ الممارسات الإسرائيلية اليومية من قتل ميداني وتهويد للقدس وسرقة للأراضي لصالح المستوطنات واقتحام المدن والقرى والمخيّمات بشكل شبه يومي فضلا عن اقتحام المستشفيات الفلسطينية وتصفية المواطنين بدم بارد باتت تُحرج السلطة الفلسطينية أكثر وأكثر وتكشف هشاشة السيادة المزعومة للسلطة الفلسطينية. وتقول مصادر من اللّجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير الفلسطينية إن (التشاور مع الدول العربية لم يفضِ إلى قرارات حاسمة ونحن لم نعد أولوية عند العرب وهو أمر واضح. حتى قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في السعودية وكلّف لجنة المتابعة العربية بالعمل على إعداد مشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطين لتقديمه أمام مجلس الأمن غير كاف وليس في مستوى الحدث). وكانت اللّجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير قد تبنّت قبل أسبوعين قرارات وتوصيات اللّجنة السياسية المشكّلة من قيادات في المنظّمة وفي حركة (فتح) والتي درست إمكانية تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الذي عقد في مارس 2014. وخرجت اللّجنة السياسية بتوصيات لتنفيذ أهمّ هذه القرارات وأبرزها: دراسة سحب الاعتراف بدولة المحتلّ والطلب من الجمعية العامّة سحب الاعتراف بالاحتلال واشتراط الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من جوان 1967 واعتبار اتفاق أوسلو لم يعد قائما. * دولة فلسطين على الأرض قالت منظّمة التحرير الفلسطينية أمس الأحد إن (الوقت حان لتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض باعتباره استحقاقا سياسيا وقانونيا وحقّا إنسانيا تتحمّل مسؤوليته المنظومة الدولية سياسيا وقانونيا وأخلاقيا). وقال صائب عريقات أمين سرّ اللّجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير في بيان صحفي وصل (الأناضول) نسخة منه الأحد في الذكرى ال (27) لإعلان استقلال فلسطين: (إعلان الاستقلال أسّس لمرحلة جديدة نحو إنجاز حقوق شعبنا وتثبيت حقّه في تقرير المصير والحريّة والاستقلال وإقامة دولته وقد حان الوقت لتجسيد هذا الإعلان على الأرض) وتابع: (بفعل التراكم النضالي اعترفت 137 دولة في العالم بدولة فلسطين وأُعلنت فلسطين دولة مراقب في الأمم المتّحدة في العام 2012 وانضمّت إلى المعاهدات والمنظّمات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية في عام 2014) وأضاف: (ما تزال القيادة الفلسطينية ماضية على نهج الزعيم الرّاحل ياسر عرفات الذي اغتالته يد الإجرام جسديا لكنها فشلت في اغتيال الفكرة التي رسّخها في نفوس وعقول أبناء شعبه لتكريس هويته وتجذّره في هذه الأرض) وأكّد أن القيادة الفلسطينية مستمرّة بالجهود الحثيثة نحو حشد الجهود السياسية والدبلوماسية والشعبية لترسيخ السيادة وتجسيد الاستقلال. واستعرض عريقات في البيان السياسات والخروقات المحتلّ اليومية معربا عن خيبة أمله من (ردّة فعل المجتمع الدولي اتجاهها). ووافق أمس الأحد الذكرى ال 27 لإعلان وثيقة استقلال فلسطين والتي أعلنها الرئيس الرّاحل ياسر عرفات أمام المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر عام 1988. وقال عرفات أثناء إعلان الوثيقة: (فإن المجلس الوطني يعلن باسم اللّه وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف). ورغم إعلان عرفات استقلال فلسطين إلاّ أن الاحتلال لفلسطين منذ عام 1948 ما يزال قائما حيث تسيطر إسرائيل على 85 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية وفق إحصائيات فلسطينية رسمية. ويعتبر يوم (الاستقلال) عطلة رسمية في كافّة الوزارات والمؤسّسات الحكومية في فلسطين.