شهد النشاط الصناعي الوطني ارتفاعا محسوسا خلال الثلاثي الأخير من السنة الفارطة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بحيث أخذ قطاع مواد البناء حصة الأسد من هذا الارتفاع بتواصل الزيادة في الطلب وأسعار البيع وتحسن وضعية الخزينة -حسب تحقيق أنجزه الديوان الوطني للإحصائيات في أوساط رؤساء المؤسسات-. وكشف التحقيق الذي صدر عن وكالة الأنباء الجزائرية والذي تمحور حول نوعية ووتيرة النشاط الصناعي أن القدرات الإنتاجية استعملت بنسبة تتعدى 95 بالمائة من طرف ما يقارب 75 بالمائة من الطاقة الإنتاجية. وحسب التحقيق ذاته فقد صرح أن أكثر من 98 بالمائة من رؤساء المؤسسات أن درجة تلبية الطلبات على المواد الأولية كانت في نفس مستوى الاحتياجات المعبّر عنها. ومن جهة أخرى سجلت أكثر من 88 بالمائة من المؤسسات توقفات عن العمل بسبب أعطاب في الكهرباء حتى وإن لم تتعد 6 أيام حسب 92 بالمائة من المعنيين. وبالرغم من ارتفاع أسعار البيع سجل الطلب على مواد البناء ارتفاعا خلال الثلاثي الأخير من السنة الفارطة. ومن جهة أخرى صرح أكثر من 89 بالمائة أنهم لبّوا كل الطلبات التي تلقوها، فيما صرح حوالي 98 بالمائة أن لديهم منتجات مخزنة وهي وضعية اعتبرها أكثر من 60 بالمائة من المستجوبين أنها عادية. وبسبب قدم التجهيزات سجلت أكثر من 95 بالمائة من المؤسسات أعطابا في تجهيزاتها مما أدى إلى توقف عن العمل لم يتجاوز 13 يوما بالنسبة لمجموع المستجوبين. ومع ذلك صرح جميع رؤساء المؤسسات أنهم أصلحوا تجهيزاتهم وأن زهاء 97 بالمائة صرّحوا أنهم ينتجون أكثر مع تجديد التجهيزات ودون توظيف مستخدمين إضافيين. وحسب أغلبية رؤساء مؤسسات القطاع، فإن عدد المستخدمين ارتفع خلال هذا الثلاثي، هذا كما يرى حوالي 23 بالمائة من رؤساء المؤسسات أن مستوى تأهيل الموظفين يبقى غير كاف، وصرّح أكثر من 24 بالمائة أنهم يجدون صعوبات في توظيف عمال الإنجاز خصوصا، كما صرّح نحو 90 بالمائة من رؤساء المؤسسات أنه ليس بإمكانهم تحقيق إنتاج أكبر من خلال توظيف عدد إضافي من العمال، بل أبقوا على العدد الذي كان يستغل من قبل بخصوص اليد الشغيلة، من جهتها سجلت خزينة مؤسسات القطاع تطورا إيجابيا وعليه فقد لجأ 3 بالمائة فقط إلى القروض ومعظمهم لم يجد صعوبات في الحصول عليها. ويتوقع في الأخير رؤساء المؤسسات بالنسبة للأشهر المقبلة ارتفاعا في النشاط وعدد الموظفين والطلب والأسعار وكذا آفاق جيدة للخزينة. وبالرغم من كل ما تداول حول هذا الجانب فإن نتائج تحقيق الديوان الوطني للإحصاءات خلصت إلى ارتفاع النشاط الصناعي في الجزائر خلال الفترة المذكورة سالفا مقارنة بالفترة ذاتها من الثلاثي الذي سبق المدة.