شخصيات معروفة وإطارات في قفص الاتّهام المحكمة العليا تعيد ملف (استيراد الكوكايين) إلى الواجهة أفادت مصادر قضائية بأن المحكمة العليا قبلت الطعون التي تقدّم بها المتّهمون والنيابة العامة في فضيحة المتاجرة بالكوكايين جوا والمتابع فيها 22 متّهما من بينهم مغني الفلامينكو رضا سيكا ونجل المخرج الكبير لخضر حمينة وإطارات في الأمن الوطني على رأسهم نائب رئيس أمن أولاد فايت ومحقّق في فرقة البحث والتحرّي وموظّفين في الجوية الجزائرية والخاصة بالنقض في الأحكام الصادرة عن محكمة الجنايات بالعاصمة في ديسمبر 2013 والتي تراوحت بين 5 و20 سنة سجنا نافذا مع استفادة سبعة متّهمين من البراءة. ستعيد محكمة الجنايات في العاصمة فتح ملف القضية التي عرفت إعلاميا ب (جماعة باماكو) والتي انطلق التحقيق فيها شهر أكتوبر 2011 بعد وصول معلومات إلى مصالح الأمن بالجزائر العاصمة مفادها (وجود شبكة دولية مقرّها العاصمة تتاجر في المخدّرات من نوع الكوكايين وأن هذه المخدّرات مصدرها من مدينة باماكو بجمهورية المالي ومن إسبانيا أيضا). وقد تبيّن من المعلومة أن الشبكة التي كان على رأسها المتّهم (ف. عبد النور) قامت باستعمال مجموعة من موظّفي الجوية الجزائرية العاملين كمضفين لجلب هذه المخدّرات حيث استطاعت مصالح الأمن بتاريخ 02 أكتوبر 2011 توقيف أحد المضيفين في مطار (هواري بومدين) يدعى (ل. يوسف) وهو ابن رئيس الملاحة الجوية كان قادما من مدينة باماكو وبحوزته كمّية من (الكوكايين النقية) عبارة عن 5 أكياس ملفوفة بشريط لاصق تحمل مادة الكوكايين كانت مخبّأة تحت ملابسه الداخلية كما عثر على كيس سادس داخل جيب سرواله. وأظهرت التحرّيات أن الكمّية المحجوزة أحضرها المعني من باماكو من عند شخص يحمل الجنسية المالية يدعى (إبراهيم) كانت موجّهة إلى مضيف الطائرة (ف. عبد النور) الذي نصبت له الشرطة القضائية كمينا عندما كان في انتظار زميله (يوسف) في مفترق الطرق المؤدّي إلى منطقة العاشور غرب العاصمة لتسليم الكمّية. وكان هذان المضيفان الخيط الذي قاد المحقّقين إلى متّهمين آخرين يعملون في شركة الخطوط الجوية الجزائرية وعددهم ثمانية من بينهم مغنّي الفلامينكو رضا سيكا بعد أن تبيّن أن مصدر المخدّرات ثلاثة أشخاص هم (إبراهيم) و(منير) و(جوردن دريسا) الذين كانوا يتردّدون على فندق (لايكو لاميتي) لبيع الفواكه الموسمية والهدايا التقليدية وهو الفندق نفسه الذي كانت تقيم فيه طواقم شركة الخطوط الجوية أثناء عملها على الرحلات المتوجّهة إلى الدول الإفريقية. يكون المضيفون من بينهم مغنّي الفلامينكو رضا سيكا -حسب ملف القضية- قد استوردوا الكوكايين بطلب من مضيف الطائرة (ف. عبد النور) مقابل عمولات مالية تتراوح بين 60 و10 آلاف دج وكانوا يقتنونها من عند المدعو (إبراهيم) حيث هرّب كل من المضيف (ل. يوسف) لزميله في الشركة (ف. عبد النور) 204 غرام من الكوكايين على مرحلتين مقابل مبالغ مالية تقدّر ب 6 و10 ملايين سنتيم بينما هرّب رئيس طاقم الخطوط الجوية الجزائرية 30 غراما من باماكو. ويتضمّن ملف القضية أيضا إضافة إلى موظّفين في الخطوط الجوية عناصر من جهاز الشرطة ويتعلّق الأمر بالمحقّق الرئيسي في الشرطة بأمن ولاية الجزائر (ق. رضوان) الذي قدم الحماية لمضيف الطائرة (ف. عبد النور) وشقيقه أثناء تنقّلاتهما لإحضار المخدّرات من خلال استعمال سيّارته الشخصية لتفادي مختلف الحواجز الأمنية بصفته شرطيا غير معني بتفتيش سيّارته وكان يتلقّى مقابل ذلك عمولات تتمثّل في ألبسة مستوردة إلى جانب ملازم أوّل في الأمن الحضري بأولاد فايت الذي مكّن أحد المتّهمين من سيّارة الخدمة المخصّصة للضبّاط لترويج الكوكايين دون لفت الانتباه واللذين وجّهت لهما تهمة المشاركة في المتاجرة في المخدّرات ضمن جماعة إجرامية منظّمة بالإضافة إلى تجّار في استيراد وتصدير تجهيزات شبه طبّية.