قرّرت محكمة جنايات العاصمة نهاية الأسبوع الماضي تأجيل النظر ملف (راق) في الخمسين من عمره، رفقة ممرّض في مستشفى القطّار تسبّبا في دخول امرأة في غيبوبة منذ قرابة 03 سنوات بعدما قام الراقي بإيهامها بأن جنّا يسكن في أوردتها الدموية ويستدعي الأمر حقنها بمصل مرقي. وجّهت للراقي المزيّف جناية التسبّب للغير في مرض وعجز عن العمل الشخصي نتج عنها عاهة مستديمة وممارسة مهنة الطبّ دون ترخيص وتهمة المشاركة للمتّهم الثاني، وهو ممرّض في مستشفى القطّار، التي تعود وقائعها إلى سنة 2012، عندما عانت الضحية البالغة من العمر 40 سنة، من أزمة تناولت على إثرها العديد من المهدّئات ولم تنجح في علاجها، ولاستمرار اكتئابها اقترح عليها أحد معارفها التوجّه إلى طبّ الأعشاب والرقية ومنح لها عنوان الراقي الذي يقيم في باب الوادي فتوجّهت إليه رفقة والدتها وشقيقها، وبعد جلسة رقية بالقرآن الكريم أخطرهنّ بأنها تعاني من مس شيطاني، وأن الجنّ يسكن في عروقها وعلاجها يكمن في تناول مشروب الحبّة السوداء والتدليك بالزّيت المرقي، إلى جانب ضرورة حقنها بمصل فيه بعض الأعشاب الطبّية، وبمجرّد أن قام بحقنها وقعت الضحية وأغمي عليها، كما توقّف دماغها وأعضاؤها اليمنى عن العمل لمدّة 20 دقيقة قبل زن تسترجع وعيها وتفقد وعيها مجدّدا ليتم نقلها إلى مستشفى (لمين دباغين) [مايو]، أين تم وضعها في العناية المركّزة لدخولها في غيبوبة عجز الأطبّاء عن إيقاظها منها على يومنا هذا. وقد خلصت التقارير الطبّية إلى أن الضحية تعرّضت لجلطة دماغية بسبب العقاقير والمواد التي تم خلطها بالمصل، والتي تسبّبت في توقّف عمل أجهزة الدماغ، وأن استيقاظها مستبعد جدّا، ما دفع عائلة الضحية إلى تقديم شكوى أمام مصالح الأمن التي قامت بتوقيف الرّاقي الذي اعترف بأنه استقبل الضحية في منزله وقام برقيتها وحقنها بمصل طبيعي متعوّد على حقن مرضاه به ولم يسبق وأن تعرّض أيّ واحد منهم للإغماء لأنه لا يحتوي على مواد مضرّة، بل هي عبارة عن محاليل وأعشاب مرقية، مرجّحا أن تدهور الوضع الصحّي للضحية سببه تناولها كمّية كبيرة من المهدّئات أو للجنّ الذي يسكنها. أمّا المتّهم الثاني المتابع بالمشاركة فقد أنكر علاقته بالقضية وصرّح بأنه فعلا متعوّد على إحضار كمّية من المصل للرّاقي من مستشفى القطّار الذي يعمل به بعد أخطره بأنه يستعمله في العلاج ولم يكن على علم بأنه يقوم بخلطه بمواد أخرى مضرّة.