لا تستطيع العديد من الأسر الجزائرية تفويت فرصة الإحتفال بقدوم السنة الميلادية الجديدة، بالرغم من منافاة تلك العادة للقيم الإسلامية بطرق تتشابه مع العادات الأوروبية الغريبة عن مجتمعنا. بحلول السنة الجديدة والعد العكسي للإحتفال بهذا اليوم تحرص الأسر الجزائرية، على تحضير كافة متطلبات رأس السنة الميلادية بالطرق المتداولة بالمجتمع الغربي في المقابل فإن الكثير من المحلات التجارية تغتنم تلك الفرصة لتحقيق المزيد من الربح وتزيينها بأجمل حلة لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، لكن المشين أن تمتنع بعض الأسر المتحضرة عن الإحتفال بحلول السنة الهجرية بطقوس دينية، بينما تتمسك بهذا اليوم تشبها بالديانة النصرانية سواء بالتحضير ليوم عيد الميلاد المسيحي أو بالعامية “لانويل” أو لليلة السنة الميلادية الجديدة على الطريقة الغربية، فعلى غرار شراء الحلويات أو تزيين شجرة “الكريسمس” فإن نخبة كبيرة من أفراد مجتمعنا باتت تتماشى مع عادات غربية، حتى وإن كان الأمر بإرتكاب المحرمات سواء بشراء الخمور أو بالسهر بليالي حمراء بالنوادي الليلية، إضافة لتفضيل بعض الأسر قضاء ليلة السنة الجديدة بالسفر إلى البلدان الأوروبية كوسيلة تسمح لهم بالتمتع بالطقوس الغربية بالرغم من تحريم ديننا الحنيف التشبه بالغرب في الإحتفال بالأعياد النصرانية، وخروجهم عن عاداتهم وتقاليدهم، حيث علمنا أن بعض مناطق القبائل ينتشر بها بيع الخنزير نظرا لزيادة الطلب عليه من قبل بعض الأسر في ليلة الإحتفال، كما تنفق العديد من العائلات أموالها في شراء متطلبات هذا اليوم في مظاهر تتباين بين التبذير أوالترف، إضافة إلى الخروج عن العادات وتجاوز التعاليم المتداولة بمجتمعنا الإسلامي بإرتكاب المحرمات، هذا ما دفعنا لرصد تحضيرات الإحتفال بهذااليوم قبل أيام قليلة تفصلنا عن حلول العام الجديد، حيث كانت وجهتنا الأولى إلى بعض شوارع العاصمة كحسيبة بن بوعلي وشارع ديدوش مراد، حيث علمنا أن أغلب العائلات القاطنة بأحياء مختلفة بهذا الحي تبدأ بالإحتفال بيوم “لانويل”، إضافة إلى التحضير للعام الجديد بطرق تتماشى مع الطابع الأوروبي. حلوى الغصن والشوكولاطة تزينان الموائد بالريفيون تحرص الكثير من محلات الحلويات على تجهيز محلاتها بديكور خاص بالعام الجديد، بوضع أضواء بمختلف الألوان أو لافتات خاصة بالريفيون كما يلجأ مالكوها إلى تحضير كميات كبيرة من حلويات الغصن أو “لابيش” لسد طلبات زبائنها، كما يتفنن العاملون في تزيين وتحضير أشهى أنواع الشوكولاطة بأشكال وديكور خاص بالريفيون، هذا ما دفعنا للتقرب من أحد محلات بيع الحلويات والمرطبات لنرصد أجواء تحضير صاحب المحل لهذا اليوم، حيث لاحظنا تزيين المكان بشراشيف وكرات حمراء أو ذهبية اللون، وقد أكدت لنا مالكة المحل السيدة فريدة، أنها تجذب أكبر عدد من زبائنها عبر تجهيز ديكور خاص بالعام الجديد، كما أضافت أنها تقوم بتحضير حلويات الجذع المدعوة بلابيش بالعامية والتي يكثر الطلب عليها قبل أسبوع من حلول العام الجديد، كما تقوم بصناعة علب بها رسوم خاصة “بلانويل” لتلفت إنتباه زبائنها. من جهة أخرى لاحظنا أن مالكة المحل حرصت على صناعة أنواع مختلفة من الشوكولاطة المتعددة الأشكال فمنها على شكل بابا نويل وأخرى بأشكال أشجار “الكريسمس”، حيث أكدت لنا أن الزبائن يحرصون على شراء حلويات خاصة بلانويل، إضافة إلى حلوى لابيش بأحجام وأشكال مختلفة. غيرنا وجهتنا إلى منطقة سيدي يحيى التي تعتبر مقصد العائلات الراقية، حيث لاحظنا أن المحلات بدأت بالتجهيز للعام الجديد بتزيينها بالكرات الحمراء وحتى عرائس “لانويل”، كما أن أصحاب المطاعم قد حرصوا على التجهيز لتلك المناسبة والبدء بتحضير الأطباق الخاصة بليلة رأس السنة، مستغلين توافد العائلات على المحلات أو زيادة الطلب على حجز أماكن بالمطاعم الفاخرة بليلة رأس السنة ،هذا ما دفعنا للدخول لأحد المطاعم المتواجدة بهذا الحي الراقي، حيث إلتقينا بمالكه الذي أخبرنا أنه حرص على تزيين طاولات المطعم بالشموع الحمراء إضافة إلى الإستعانة بمهندس ديكور ليضفي ديكورا مناسبا بليلة الريفيون، إضافة لتحضير أغان رومانسية أما بخصوص الزبائن، فيقول أن أغلبهم من الأزواج أو المخطوبين حيث أكد أنه يضع تخفيضات على الوجبات التي يحضرها خصيصا بطرق أوروبية ليوم الريفيون. ولايقتصر الأمر على شراء الحلويات للتحضير للعام الجديد بل أن بعض العائلات تحرص على زيارة المراكز التجارية التي بدأت هي الأخرى بالتحضير للسنة الجديدة، سواء بتزيين المحلات بالكرات أو بوضع لافتات التخفيضات الخاصة بالعام الجديد.. فخلال جولة قادتنا إلى مركز باب الزوار، علمنا من العاملين به أن الطلب يزيد على المنتجات الغذائية الأكثر إستهلاكا بالريفيون كالمكسرات والدجاج واللحوم، إضافة للمشروبات الغازية وكرات الشوكولاطة بمختلف أنواعها بالرغم من أسعارها الباهضة، حيث علمنا من البائعين أن صندوق الشوكولاطة المستورد والمفضل لدى الزبائن بالريفيون يتجاوز ال2000 دينار. في حين يستغل البائعون قدوم العام الجديد لتحقيق الربح مع زيادة الطلب على المنتجات الغذائية، كما يغتنم الباعة الفوضويون فرصة السنة الجديدة لبيع نسبة كبيرة من سلعهم، حيث لاحظنا إنتشارا كبيرا لطاولات الحلويات والشوكولاطة بأشكال وأنواع مختلفة في أحياء شعبية كباب الوادي وساحة الشهداء وبلكور التي تعتبر مقصد محدودي الدخل الذين حاولوا التحضير لتلك المناسبة بشراء منتجات بأسعار تتناسب مع محدودية دخلهم، حيث أكدت لنا إحدى ربات البيوت أنها تفضل شراء مستلزمات الإحتفال بالعام الجديد من هذا المكان، خاصة أن المراكز والمحلات التجارية تزيد من أسعارها مستغلة قدوم العام الجديد وعن رأيها في الإحتفال بأعياد الغرب، فتقول أنها تجد من الإحتفال بليلة العام الجديد فألا يجلب الحظ لأفراد عائلتها، وهو ما يدفعها إلى الإحتفال بجميع الأعياد، كما أكدت أن عادة تحضير مأدبة تحتوي على طبق الرشتة أو التريدة التقليدية وإكمال السهرة بالمكسرات بهذا اليوم تزرع أجواءا من الفرح والبهجة على عائلتها، كما تساعد في لم جميع أفراد عائلتها. الدواجن واللحوم المحشية بموائد الميسورين بالريفيون بدأ أصحاب محلات اللحوم والدواجن بالتحضير للعام الجديد بإعداد أنواع وأشكال مختلفة من اللحوم والدواجن المفضلة، والمطلوبة بشكل كبير بمأدبة العشاء من قبل العائلات، حيث توجهنا لإحدى القصابات المعروفة بدالي إبراهيم، وقد أخبرنا صاحبها أنه يزيد الطلب من قبل زبائنه على لحوم الديك الرومي المحشية، أما بخصوص أسعارها فيقول أنها تختلف حسب حجمها حيث تتراوح بين 1500 إلى 2000 دينار، كما أضاف أن بعض الزبائن يطلبون اللحوم المحشية أو الأرانب في هذا اليوم. في حين قد أضاف لنا أن أغلب زبائنه من الطبقات الميسورة التي تفضل تحضير ما تتطلبه مأدبة عشاء العام الجديد تماشيا مع العادات الغربية، بشراء الديك الرومي المحشي، في حين إلتقينا بزبونة في المكان والتي أكدت لنا أن أغلب العائلات القبائلية تحتفل بالعام الجديد بتحضير الأطباق التقليدية كالكسكس بالدجاج والخفاف تفاؤلا بحلول عام جديد، حيث فضلت شراء الدجاج نظرا لأسعار الديك المرتفعة التي لا تتوافق مع محدودية دخلها. وإن كانت بعض الأسر تحرص على تجهيز متطلبات هذا اليوم فإن الكثير من محدودي الدخل عجزوا عن إضفاء جو من الفرحة كغيرهم بهذا اليوم خاصة أن ما لاحظناه ببعض المحلات هو إلتهاب أسعار المنتجات الغذائية عن بقية الأيام، حيث يحرص أغلب البائعين على تحقيق الربح ببيع أكبر عدد من منتجاتهم بيوم الريفيون بدون مراعاة وضعية المواطن البسيط. جزائريون يتمتعون بالريفيون بالسفر للبلدان الاجنبية وجهتنا الأخيرة قادتنا للوكالات السياحية التي عرفت هي الأخرى إزدحاما كبيرا من قبل الزبائن الذين يفضلون الإستمتاع بالريفيون ببلدان أخرى، حيث علمنا من إحدى الموظفات بوكالة الأسفار المتواجدة بحيدرة، أنه من بين البلدان المفضلة التي إرتفعت نسبة رحلات السفر بها فرنسا وتونس إضافة إلى تركيا، حيث أكدت أن الوكالة وضعت تخفيضات بالرحلات خاصة بالعام الجديد لجذب زبائنها حيث لا تتجاوز أسعار الرحلات ال30000 دينار. في حين أضافت أن بعض الزبائن يفضلون قضاء العام الجديد ببلدهم بالمناطق الصحراوية للتمتع بسحرها وجمالها، ومن بين المناطق التي أخبرتنا ذات المتحدثة أنهاتجذب إليها الزبائن تمنراست وبشار، إضافة إلى غرداية خاصة فأن قضاء أسبوع كامل بها لا يتجاوز ال12000 دينار. كما إلتقينا ببعض الزبائن المتواجدين بالوكالة والذين كانوا بصدد حجز أماكن قبل أسبوع من حلول العام الجديد، حيث أكدت لنا إحدى المتواجدات أنها تحرص على السفر قبل يومين من حلول العام الجديد لقضاء الريفيون ولانويل برفقة زوجها وعن أسباب تفضيلها لتلك الدولة فتقول أن أجواء الإحتفال بها تتميز عن البلدان العربية. الإحتفال بالريفيون بين المتعة وإرتكاب المحرمات من العادات السلبية التي تتجلى بالمجتمع الجزائري بمظاهر الإحتفال بالعام الجديد بليلة الريفيون، تقليد الغرب إضافة إلى إرتكاب أفعال منافية لعاداتنا الإسلامية، حيث لاحظنا عند تجولنا بأحياء مختلفة في العاصمة، أن المخامر بدأت بتزيين أبوابها والتجهيز للإحتفال بالعام الجديد بإدخال أنواع مختلفة من الخمور، مستغلين العام الجديد الذي أتاح للعديد من تجار تلك السموم تحقيق الربح ببيع كميات هائلة بالريفيون، في حين أن شوارع وأحياء مختلفة تنتشر بها ظواهر لاأخلاقية من قبل أشخاص يحاولون التماشي مع عادات غربية للإحتفال بالريفيون، حيث علمنا أن عائلات وشباب من الجنسين لا يجدون حرجا في قضاء ليلة العام الجديد بالخيمات أو الفنادق التي تتواجد بها الراقصات، كما أن فيروس الإحتفال قد مس بنات حواء اللواتي يفضلن الخروج في ساعات متأخرة من الليل برفقة أصدقائهم اممارسة طقوس العشق المحظورة، والغريب أننا علمنا أن بعض الأسر تجد من التمسك بالعادات الغربية في الإحتفال بالعام الجديد نوعا من التحضر، حيث علمنا من إحدى الشابات الميسورات التي تحدثت إلينا بكل جرأة أنها لاتستطيع الإستغناء عن قضاء الريفيون برفقة صديقها سواء بالسهر بالمطاعم أو النوادي للإستمتاع بالرقص على النغمات الأوروبية في جو رومانسي، لكسر روتين البيت فقد أخبرتنا أنها تتمسك بتلك العادة بحلول كل عام جديد. لكن المشين أن تكون من ضمن المستلزمات الخاصة بالإحتفال بالعام الجديد لدى بعض العائلات المتحضرة شراء الخمور لإعداد مأدبة عشاء تتواجد بها كؤوس الخمر على الطريقة الأوروبية، حيث علمنا من بعض جيرانهم أنهم إستغربوا لتصرفات العائلة القاطنة بالمنزل المقابل لهم والتي لا تجد حرجا في شراء كميات من الخمر، كما أضافوا أن روائح الخمر تخرج من بيت هذين الزوجين في ليلة رأس السنة من كل عام، كما تتعالى أصواتهم وهم في حالة سكر بساعات متأخرة من الليل. في حين تنتشر الظواهر اللاأخلاقية بشوارع العاصمة، بشكل كبير مقارنة بالأيام الأخرى بليلة رأس السنة الميلادية أمام النوادي الليلية التي تجذب إليها عدد كبير من الشباب الذين يحاولون إستغلال “الريفيون” للإستمتاع بطرق غربية.