بعد مرور 14 عامًا على استقباله أول المعتقلين و8 أعوام من الوعود الأمريكية بإغلاقه لايزال معتقل (غوانتانامو) يمثل رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان كما أنه رمز للوعود الأمريكية الزائفة فعلى مرّ السنوات كرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدة مرات التعهدات التي قطعها على نفسه منذ دخوله البيت الأبيض في أوائل عام 2009 بشأن إغلاق المعتقل لكنها تبددت جميعًا. غوانتانامو.. بطل الولاية الأولى عندما تم تنصيب باراك أوباما رئيسًا بشكل رسمي في 20 جانفي عام 2009 أصدر في الأيام الأولى لرئاسته بعض الأوامر التنفيذية التي تخص قضايا تعهد خلال حملته الانتخابية بسرعة إنهائها على رأسها سحب القوات الأمريكية من العراق وإغلاق معتقل غوانتانامو في أقرب وقت ممكن حيث تعهد حينها بغلق المعتقل سيئ الصيت في موعد لا يتجاوز جانفي عام 2010 قائلًا: المعتقل استنفد الهدف منه إضافة إلى التكلفة الباهظة التي تتحملها الولاياتالمتحدة من وجوده. الولاية الثانية.. الوعود قائمة في أفريل عام 2012 جدد أوباما نيته إغلاق المعتقل حيث أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي لا يزال عازمًا إغلاق معتقل غوانتانامو رغم العوائق التي حالت دون تحقيق أحد أبرز وعود حملته الانتخابية عام 2008 وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: تعهدات الرئيس أوباما بإغلاق المعتقل قبل جانفي 2010 لا تزال صلبة كما كانت عليه خلال حملة انتخابات الرئاسة التي فاز فيها نهاية العام 2008 رغم العوائق التي حالت دون تحقيق هذا الهدف وأشار إلى أن هذه العوائق لا تزال موجودة وتعهدات الرئيس لم تتغير. مقابلة صحفية في ديسمبر عام 2014 كرر أوباما وعوده من جديد في مقابلة مع قناة (سي إن إن) الأمريكية وقال خلالها إنه سيفعل ما بوسعه ليغلق معتقل غوانتانامو خلال العامين المقبلين حتى نهاية ولايته وتابع الرئيس الأمريكي: هذا أمر مستمر بإلهام الجهاديين والمتطرفين حول العالم وحقيقة كون هؤلاء الأشخاص محتجزين يتعارض مع قيمنا وأضاف: سنستمر بنقل المعتقلين الذين تم التصريح لهم بالخروج إلى الدول التي تقبل استضافتهم لافتًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في التعامل مع بعض هذه الحالات الصعبة. الشهور الأخيرة.. الوعود تتكرر وعود أوباما الزائفة خرجت هذه المرة على لسان كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونوه حيث أكد الأحد الماضي أن الرئيس الأمريكي سيغلق معتقل غوانتانامو قبل انتهاء فترة رئاسته أي خلال الأحد عشر شهرًا المقبلة وقال ماكدونوه: أوباما يشعر بالتزام تجاه الرئيس الذي سيخلفه حتى لا يواجه التحديات نفسها التي واجهتها إدارة أوباما ولهذا تعمل الإدارة الأمريكية على إغلاق المعتقل الواقع في كوبا وأوضح ماكدونوه أن الرئيس الأمريكي سيتقدم بخطة إلى الكونغرس كما سيتعاون مع المشرعين الأمريكيين ثم سيحدد البيت الأبيض موقفه بعد ذلك. عراقيل الكونغرس أثبت الكونغرس الأمريكي أنه أقوى من وعود أوباما ومحاولاته فرغم تعهداته وتصريحاته المتكررة بإغلاق المعتقل ومحاولاته المستميتة تنفيذ هذه الوعود حتى لا يقع في ورطة أمام ناخبيه ومؤيديه إلَّا أن إصرار الكونغرس خاصة خصوم أوباما من الجمهوريين على عدم إغلاق المعتقل خوفًا من أن بعض المعتقلين الخطرين به قد يخططون من جديد لهجمات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة هو القرار الذي تم تنفيذه في نهاية المطاف. في عام 2012 أصدر البنتاغون مشروع قانون يحظر نقل المعتقلين من غوانتانامو إلى الولاياتالمتحدة لأي غرض أو إعادة محاكمتهم أمام المحكمة الاتحادية كما أنه يفرض شروطًا صارمة على وزير الدفاع قبل أن تتم الموافقة على عودة أي معتقل إلى بلده أو ترحيله إلى بلد ثالث وهو القانون الذي هدد أوباما في البداية باستخدام حق النقض الفيتو ضده لكنه وقَّع عليه في نهاية المطاف مع إدلائه بتصريحات ينتقد بنود فيه. وفي نوفمبر الماضي وقَّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قانون الدفاع للعام 2016 الذي يجدد بشكل خاص منع إغلاق سجن غوانتانامو وتبنى الكونغرس قبل 15 يومًا من التوقيع نصًّا أدرج فيه مجددًا منع البنتاغون من استعمال أموال لنقل معتقلين من هذا السجن إلى الأراضي الأمريكية حتى 31 ديسمبر من العام الجاري ووقَّع أوباما القانون وشرح في بيان خطوته قائلًا: العوائق المدرجة في هذا القانون حول غوانتانامو غير مبررة وغير منتجة.