الأستاذ عيسى بلهادي الأمين العام لجبهة الحكم الراشد: (تعزيز الدين واللّغة واجب وطني) * هل ترى أن مشروع الدستور المنتظر أعطى هوية وثوابت الأمّة حقّها؟ *** في نظرنا في جبهة الحكم الراشد أن مسألة الهوية في الجزائر إنما هي بدعة فرنسية غربية يراد بها التشويش بل التأثير سلبا على مقوّمات الشخصية الجزائرية الصرفة بأبعادها الثلاثة: الأمازيغية الإسلام والعربية وهنا لا أجد طرحا جامعا مانعا للجزائريين كافّة ممّا جادت به قريحة العلاّمة عبد االحميد ابن باديس رحمة اللّه عليه حين اختصر المسألة في قولته المشهورة: (شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب) وهذا يكفي ويغني عن كلّ سؤال وأيضا الرئيس الرّاحل الشاذلي بن جديد الذي اختصر جدلية الهوية في جملة بليغة مفادها: (نحن أمازيغ عرّبنا الإسلام). وهنا نكاد نجد أنفسنا خاصّة إذا تعلّق الأمر بالمشروع التمهيدي لمراجعة الدستور الذي بادر به السيّد رئيس الجمهورية والذي أكّد في ديباجته على أن الجزائر أرض العروبة والإسلام فضلا عن أن الإسلام دين الدولة واللّغة العربية هي اللّغة الوطنية الرسمية مع ترقيته للأمازيغية إلى لغة وطنية رسمية في درجة ثانية بعد اللّغة العربية إضافة إلى تنظيمه لمسائل لا تقلّ أهمّية في حياة المواطن والوطن في عرضه وشرفه وحرمته. * كيف يمكن تعزيز مكانة الإسلام واللّغة العربية في الدستور برأيك؟ *** الواضح أن الإسلام واللّغة العربية منصوص عليهما في الدستور الجزائري في الفصل الأوّل من الباب الأوّل المتعلّق بالمبادئ العامّة التي تحكم المجتمع الجزائري أين خصّص المؤسّس الدستوري كلّ من المادة (02) للإسلام دين الدولة والمادة (03) للّغة العربية كونها لغة وطنية رسمية وهذا التنصيص الدستوري يحمل في مضمونه وأبعاده أكثر من مؤشّر على أن الدين واللّغة هما مسألتان تدخلان في دائرة الثوابت الوطنية للأمّة التي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال المساس بهما أو إجراء أيّ تعديل في حقّهما وهذا ما نصّ عليه الدستور الحالي وحتى المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور عندما وضعهما إضافة إلى مبادئ أخرى في حكم الحظر الموضوعي الذي لا يقبل التعديل. طبعا هنا نلمس إرادة سياسية قوية لدى الحاكم في تعزيز هاذين المقوّمين -تدريجيا - في الدستور من حيث أنه القانون الأساسي للدولة الجزائرية والتي بدورها تستمدّ منهما (أي الدين واللّغة) أسباب وجودها وقوّتها وحتى وحدتها وبالتالي علينا ألا نستهين بهما لما لهما من ثقل في حياة الأفراد على اختلاف ألسنتهم عاداتهم تقاليدهم مناطقهم وبشرتهم وهنا نجد طبعا أن تعزيزهما واجب وطني يعكس عمق الإرادة الشعبية المتطلّعة إلى جزائر حرّة وسيّدة والطامحة إلى تجسيد مبادئ بيان أوّل نوفمبر 1954 من حيث هو النبراس الذي ينير طريقنا ويحدّد معالم مستقبلنا.