عسيري: (قرار التدخّل البرّي في سوريا لا رجعة فيه) التدخّل العربي في سوريا بين المباركة الغربية والتهديد الرّوسي - روسيا تحذّر من حرب عالمية أكّد المتحدّث باسم التحالف العربي أحمد عسيري أن قرار الرياض إرسال قوّات برّية إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة (داعش) نهائي ولا رجعة فيه وقال في لقاء صحفي بالعاصمة البلجيكية بروكسل إن التدخّل البرّي في سوريا تحيط به المخاطر كأيّ عمل عسكري آخر مؤكّدا جاهزية إرسال قوّات إلى سوريا بمجرّد اتخّاذ التحالف قرارا بذلك. عسيري أضاف أن (الإيرانيين يدعّمون ميليشيات إرهابية في العراقوسوريا) مشيرا إلى أنه (لا يوجد أيّ طرف خارجي يحارب تنظيم الدولة في سوريا على الأرض حاليا). كما أفصح المسؤول العسكري السعودي عن الانتهاء من الجهود الدبلوماسية لتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب وأعلن دخول التحالف الإسلامي ضد الإرهاب حيز التنفيذ خلال شهرين. من جهته عبّر المتحدّث باسم وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بيتر كوك عقب محادثات ثنائية بين مسؤولين أمريكيين عن شكره للسعودية زيادة مساهماتها في حملة التحالف ضد تنظيم الدولة. والتقى كارتر مع الأمير محمد بن سلمان وليّ وليّ العهد السعودي الذي يتولّى أيضا منصب وزير الدفاع في اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف بمقرّ حلف شمال الأطلسي في بروكسل وقال باسم (البنتاغون) في بيان: (نشكر الوزير وليّ وليّ العهد على مشاركته في اجتماع اليوم لوزراء دفاع التحالف وعلى قرار السعودية زيادة مساهماتها العسكرية لا سيّما عرض المملكة توسيع دورها في الحملة الجوّية). وأفادت مصادر في وقت سابق بأن السعودية قدّمت لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا خطّة تتحدّث عن مشاركة قوّات خاصّة في الحرب ضد التنظيم تقوم على جمع المعلومات وتعزيز القوّات المتواجدة على الأرض ممّا وصفتها بالمعارضة السورية المعتدلة. ويرأس وفد السعودية في اجتماع حلف الأطلسي ببروكسل وليّ وليّ العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. وحسب ما توفّر من معلومات فإن المشاركة السعودية بإرسال قوّات برّية خاصّة إلى سوريا لن تكون بصورة منفردة وإنما مشروطة بمشاركة الولايات المتّحدة ومحصورة كذلك بمحاربة تنظيم الدولة في سوريا فقط دون العراق. وينظر في الخطّة السعودية وزراء الدفاع لدول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمقرّ الحلف في بروكسل ومن المتوقّع أن تعلّق الدول الأعضاء في التحالف الدولي على الأفكار السعودية. ويأتي اجتماع دول التحالف في الإطار السياسي والاستراتيجي تمهيدا لبحث المقترحات على المستوى العسكري الذي بحثه من قبل رؤساء الأركان. * روسيا تحذّر من حرب عالمية من جهته قال رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف إن على كلّ القوى الجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل وضع نهاية للحرب في سوريا (بدلا من إطلاق حرب عالمية جديدة) في حين وصف مسؤول روسي بالأمم المتّحدة تدخّل السعودية وتركيا في سوريا ب (العدوان) وأضاف في تصريحات لصحيفة (هندلزبلات) الألمانية: (يجب أن يفكّر الأمريكيون وشركاؤنا العرب مليا هل يريدون حربا دائمة؟) وتابع -وفقا لترجمة ألمانية لتعليقاته- أنه سيكون من المستحيل كسب حرب كهذه بسرعة (لا سيّما في العالم العربي حيث يقاتل الجميع ضد الجميع) واستطرد: (على جميع الأطراف الجلوس إلى طاولة التفاوض بدلا من إطلاق حرب عالمية جديدة). بدوره أكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتّحدة فيتالي تشوركين في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) الخميس أن (إرسال قوّات سعودية أو تركية إلى سوريا سيعتبر بمثابة عدوان كما أعلنت الحكومة السورية في فترة سابقة) داعيا إلى مشاركة جميع الأطياف السورية في محادثات حلّ الأزمة بمن فيهم السوريون الأكراد. وأشار تشوركين إلى وجود إدراك بضرورة بذل الجهود لصياغة الحلّ السياسي في سوريا مؤكّدا أن (المجتمع الدولي أدرك أن طبيعة الأزمة هناك معقّدة أكثر بكثير مما كان يبدو للوهلة الأولى). جدير بالذكر أن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم شدّد في مؤتمر صحفي سابق على أن أيّ تدخّل برّي في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو بمثابة (عدوان) يستوجب مقاومته محذّرا من أن أيّ معتد (سيعود في صناديق خشبية إلى بلاده). وتنفّذ روسيا ضربات جوّية في محيط مدينة حلب السورية دعما لتقدّم القوّات السورية بينما تشنّ الولايات المتّحدة ودول غربية أخرى غارات جوّية في شمال سوريا. * فالس يبارك التدخّل العربي في ذات الإطار صرّح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في مقابلة نشرت الجمعة في ألمانيا بأن هجوما برّيا لقوّات محلّية وأخرى قادمة من دول عربية أخرى سيكون (حاسما) للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وقال فالس في صحف مجموعة فونكي الإعلامية الألمانية إن (العمليات العسكرية في العراقوسوريا تجري اليوم من قِبل تحالف من عدّة دول تقوم بتأهيل قوات محلية وتقديم النصح لها) وأضاف أن (الهجوم البرّي لهذه القوّات المحلّية -وبعض الدول العربية إذا أرادت ذلك- حاسم في اطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية حتى لمجرّد المحافظة على المناطق التي تتمّ استعادتها).