الشيخ أبو إسماعيل خليفة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنَ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ). قَالَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. مَا عَلَى أَحَد مِمَّنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَة (فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ). رواه البخاري ومسلم وغيرهما ها هو ذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدّث أن في الجنة ثمانيةَ أبواب وأن كلَّ مؤمن يدخل من الباب الذي أكثر فيه من العمل فأهل الصلاة يدخلون الجنة من باب الصلاة وأهل الصيام من باب الرَّيان وأهل الجهاد من باب الجهاد.. وكان أبو بكر حاضرًا تلك اللحظة ويسمع ما يقول نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - فنفرتْ همَّتُه إلى أبعد مما يتصوَّر سامع للحديث تلك اللحظة قائلاً: (يا رسول الله وهل على أحد من حَرَج أن يدخل من أبواب الجنة الثمانية كلها يوم القيامة؟). إنها مبادرةٌ وطموح وهمَّةٌ عالية تدعو أبا بكر للتفكير في الإسهام في مجالات الخير كلَّها نعَم.. إن الهمة التي تصل قلب أبي بكر تلك اللحظة لم ترضَ بطريق واحد تسلك منه إلى الجنة يوم القيامة وإنما تألَّقت للدرجة التي ترنو فيها لأبواب الجنة الثمانية كلها.. فلم يزد النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن قال: لا وأرجو يا أبا بكر أن تكون ممن يدخل الجنة من أبوابها الثمانية كلها يوم القيامة).. فلا جرم إذًن حين قال عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب: ما سابَقْنا أبو بكر إلى خير قط إلا سبقَنا عليه رضي الله عنهم أجمعين. فيا لله.. ما أروع الهممَ في قلوب الكبار! ... إنهم قوم جميع الفضل منتسب لهم. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح اللهم ارض عن أبي بكر وأرضه وارض عن أصحاب نبيك أجمعين واحشرنا وإياهم في زمرة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين..