عمليات استشهادية فلسطينية تقلب موازين القوى ** * الصهاينة يصرخون: لم يولد الشخص الذي بإمكانه وقف الانتفاضة ! دفعت سلسلة عمليات الطعن وإطلاق النار التي نفذها فلسطينيون العديد من قادة الاحتلال للمطالبة بالاستمرار في محاربة ما وصفوه ب(الإرهاب) بقبضة من (حديد) وقتل مستوطنان أحدهما جندي والآخر يحمل الجنسية الأمريكية وأصيب ما لا يقل عن 13 آخرين بجراح ثمانية منهم في حال الخطر وذلك في سلسلة من عمليات إطلاق النار والطعن في القدس وبيتاح تكفا ويافا نتج عنها أيضا استشهاد منفذي العمليات الثلاث. وذهب زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) المتطرف أفيغدور ليبرمان إلى أن سلسلة العمليات ما هي إلا (نتيجة مباشرة لسياسات) رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. ونقل موقع (واللا) العبري عن ليبرمان قوله إن هذه الهجمات التي وقعت في جميع أنحاء إسرائيل هي نتيجة مباشرة لسياسة احتواء الإرهاب التي يتبناها نتنياهو وموشيه يعلون وأضاف ليبرمان أن (محاربة الإرهاب بشكل صحيح تتطلب البعد عن التأتأة) مرجحا أن العمليات ضد الإسرائيليين سوف (تتصاعد أكثر وأكثر). وقال: (لا يوجد حل سحري للقضاء على الإرهاب إلا باستخدام قبضة حديدية بلا هوادة). غزة أو سوريا وفي تعليقه على سلسلة العمليات التي وقعت بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لدولة الاحتلال شدد رئيس حزب (هناك مستقبل) يائير لبيد على ضرورة استمرار جهود أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة في محاربة الإرهاب بلا تهاون . وطالب لبيد حكومة نتنياهو (بشن حرب ضد الإرهابيين وتعزيز تواجد وإجراءات قوات الأمن على الأرض) على حد قوله. بدوره دان جو بايدن ما أسماها الهجمات الإرهابية وقال إنه لا يوجد أي مبرر لمثل هذه الأعمال معبرا عن (حزنه الشديد) لمقتل مستوطن يحمل الجنسية الأمريكية في عملية الطعن التي وقعت بمدينة يافا الساحلية. اجتماع الكابينت وسارع نتنياهو عقب وقوع العلميات الثلاث وصدور التصريحات السابقة لعقد جلسة طارئة للمجلس الأمني المصغر الكابينت الذي اتخذ سلسلة من الاجراءات والقرارات ردا على ما وصفه ب عمليات الثلاثاء الأسود تمثلت بحسب إذاعة صوت إسرائيل في (استكمال بناء السياج الأمني بمنطقة ترقوميا وإغلاق الثغرات في السياج الأمني) المحيط بمدينة القدسالمحتلة. وقرر اجتماع (الكابينت) تسريع إجراءات سن قانون يقضي بمعاقبة من يقوم بنقل فلسطينيين يقيمون في إسرائيل بصورة غير شرعية أو توفير المبيت لهم منوها إلى ضرورة القيام بإغلاق القنوات الإعلامية التي تقوم بالتحريض إضافة لسحب تصاريح التجار بشكل أكبر وتنفيذ عمليات محددة ضد المدن والقرى الفلسطينية التي يخرج منها منفذو العمليات وفرض حصار عليها وإغلاقها . لم يولد الشخص الذي بإمكانه وقف الانتفاضة ! أفضت سلسلة عمليات المقاومة التي نفذت منذ ليل الثلاثاء إلى تعاظم مظاهر تعبير النخب الصهيونية عن مظاهر العجز إزائها وتنامي الدعوات للتعود على التعايش معها. وقال رئيس بلدية مدينة تل أبيب كبرى المدن المحتلة رون خولدائي إن تحمل مواصلة الحياة في ظل تواصل هذه العمليات يعد ضريبة يتوجب أن ندفعها جميعا أعي أنه سيكون أفضل لو كانت حياتنا خالية من هذا الفزع لكن هذا هو الواقع وهذه قواعده . وأضاف: (أعزائي علينا أن نقول الحقيقة ولو كانت مرة لا يمكن أن يتم وضع رجال الشرطة في كل متر في هذه المدينة منفذو العمليات الفردية بإمكانهم أن يأتوا من أي اتجاه هم ببساطة يمكنهم مفاجأتنا من يقول غير ذلك هو يضلل فقط). وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أضاف خولدائي معلقا على عملية يافا التي أسفرت عن مقتل سائح أمريكي وإصابة 13 مستوطنا: (إنني أتوجه لسكان مدينتي وأقول لهم إن هذا أقصى ما يمكن للمؤسسة الأمنية أن تفعله في الوقت الحالي يتوجب علينا أن نكون يقظين وأن نساعد الأجهزة الأمنية). من جهته قال بن كاسبيت أحد أبرز المعلقين في دولة الاحتلال إن الأجهزة الأمنية (تتصرف كشخص ضرير يتحرك في الظلام هي غير قادرة على مجرد وضع تصور يمكن أن يفضي ولو من ناحية نظرية للحد من هذه العمليات أو خفض وتيرتها). وفي مقال نشرته صحيفة (معاريف) سخر كاسبيت من الدعوات التي أطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الاستخبارات (إسرائيل كاتس) بطرد عائلات منفذي عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار قائلا: لقد قام إسحاق رابين في حينه بطرد قادة ونشطاء حركة حماس أنفسهم إلى جنوبلبنان وماذا حدث: هل تراجع مستوى العمليات أم أن الأمر عزز فقط من قوة حماس؟ . وأضاف: علينا أن نقر بالواقع هذه انتفاضة شعبية ذات طابع مدني عشوائية القانون الوحيد الذي يحكمها هو عدم احتكامها لقوانين وهذا ما يعقد القضية . وبنبرة يائسة أضاف كاسبيت: لم يولد الشخص الذي لديه الوصفة التي تضمن وقف هذه الانتفاضة . وفي سياق متصل أمر الجيش قواته في خطوة غير مسبوقة بتسيير دوريات راجلة في تل أبيب حيث لوحظ تحرك دوريات على شاطئ البحر وفي الميادين الرئيسة في المدينة. وكشف موقع (وللا) الإخباري صباح امس الأربعاء النقاب عن أن السائح الأمريكي الذي قتل في يافا قد قاتل ضمن القوات الخاصة الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق.