قال متتبعون أن الوثائق السرية والمعلومات التي كشفها موقع ويكيليكس الإلكتروني، لصاحبه جوليان أسانج، بخصوص الفساد المستشري في أروقة النظام التونسي كان لها دور كبير في إسقاط الرئيس "السابق" زين العابدين بن علي، بالنظر إلى أنها جعلت التوانسة يدركون الأسباب الحقيقة للبؤس الذي يعيشونه، في الوقت الذي تسيطر عائلة رئيسهم، وأقاربه، وأصهاره، على الثروة وأموال الشعب التونسي. وقد تزامن نشر تلك الوثائق، التي اعتبرها البعض آخر مسمار في نعش نظام بن علي، مع حادثة صفع الشاب "الراحل" المدعو محمد البوعزيزي من طرف شرطية "مسترجلة" دفعته، رفقة أسباب أخرى، إلى محاولة الانتحار، وهي المحاولة التي كانت بمثابة الشرارة الأولى للاحتجاجات الدامية التي بدأت بمدينة سيدي بوزيد، ثم انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم عبر مختلف مناطق القطر التونسي، لتكون النتيجة رحيل بن علي إجباريا من الحكم، بعد أن قام ب"ترحيل" عدد من أقاربه ووزراء حكومته، واتخاذ قرارات مهمة لكن "متأخرة" لم تشفع له لتكون نهايته مأساوية..