وسط مخاوف من تأثير سياسة التقشف على المشروع أكثر من ألف مليار سنتيم لترميم العمارات القديمة بالعاصمة !
تقدر القيمة المالية التي خصصتها مصالح ولاية الجزائر لمشروع ترميم البنايات والعمارات العتيقة بأكثر من ألف مليار سنتيم حسب ما أكدته سلطات الولاية وهي المبادرة التي طالما انتظرها السكان الذين ألحوا على ضرورة حماية الإرث الحضاري التاريخي للعاصمة الجزائرية. طاوس.ز غير أن المخاوف من تراجع السلطات عن المشروع رغم انطلاقه في العديد من البلديات طفت مؤخرا الى السطح سيما في ظل الأزمة المالية التي تمر بها البلاد وسياسة التقشف المعلن عنها من قبل الحكومة والتي قد تؤثر لا محال في قيمة المبلغ المرصود وفي المشروع ككل وذلك بالرغم من تطمينات الوالي عبد القادر زوخ هذا الأخير الذي أكد أن الأغلفة المالية للعملية متوفرة وهي من مساهمة البلديات والولاية وكشف أن كل العمارات التي تحصيها الولاية وهي بحاجة للترميم والتأهيل سيتم إدراجها ضمن مخطط إعادة الهيكلة علما أن المشروع سيمس أزيد من 20 بلدية تضم عمارات وبنايات في طريقها الى الانهيار وتعد بلديات دائرة سيدي محمد المستفيد رقم واحد. للعلم فإن أشغال الترميم وإعادة الاعتبار قد انطلقت بالعمارات الواقعة بكل من شوارع زيغود يوسف والعربي بن مهيدي وكريم بلقاسم و ديدوش مراد ومحمد الخامس بالدائرة الإدارية لسيدي محمد حيث بدأت تستعيد تدريجيا جمالها بعد تجديد الهندسة المعمارية الأصلية لواجهاتها و مداخلها ولا تزال الورشات قائمة على مستوى هاته البنايات التي يعود تاريخ بناء البعض منها إلى القرن التاسع عشر فبالإضافة إلى تزيين المظهر الخارجي لهذه البنايات يحرص العمال على إزالة كوابل الكهرباء و الهوائيات المقعرة لتحل النباتات التزيينة محلها على مستوى الشرفات كما تم بداخل هذه البنايات التي كان بعضها عبارة عن فنادق خاصة راقية ترميم السلالم وإصلاح المصاعد خاصة السلالم الخشبية التي تعود إلى القرن المنصرم. وقد اتخذت الولاية إجراءات في العمارات التي أعيد تأهيلها تهدف الى تعميم الهوائيات المقعرة الجماعية بالأسطح بدلا من الهوائيات المنتشرة عبر شرفات العمارات وكذا إعادة تقاليد نشر الغسيل بالأسطح كما كان معمولا به قديما بالعاصمة وذلك في خطوة تهدف الى الحفاظ على واجهات العمارات. وأعطى الوالي تعليمات للمقاولات المكلفة بتلك المشاريع لتفادي تثبيت المكيفات عبر الشرفات دون إهمال الجانب الجمالي للعمارات مع استعمال مواد من النوع الرفيع في مختلف مراحل الترميم من اجل ضمان طول مدة استغلالها مستقبلا وتخصيص مساحات خضراء. للإشارة فقد أمر الوالي مؤخرا في آخر زيارة له للمشروع باستحداث ورشات مدرسة يتم من خلالها تكوين يد عاملة مؤهلة في هذا التخصص مؤكدا أن استحداث ورشات مدرسة على مستوى مشاريع تأهيل عمارات العاصمة القديمة سيكون فرصة لتكوين الشباب والطلبة في هذا الاختصاص الذي لم يسبق توفيره و قال المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية أنه على المؤسسات المكلفة بعملية ترميم عمارات العاصمة القديمة والتي تشرف على التكوين التطبيقي لمتربصي قطاع التكوين المهني توظيف إجباريا لهؤلاء المتربصين فور تخرجهم . وفي انتظار تحسن الأوضاع المالية في البلاد وانتهاء الأزمة تبقى كل الآمال معلقة على انتهاء المشروع في آجاله المحددة وعدم إيجاد الذرائع التي قد تعرقل عمليات الترميم التي ستعيد لا محالة بريق العاصمة المنبعث من عبق التاريخ.