بين الأردن والاحتلال اتفاق لتنظيم دخول المستوطنين للأقصى ! كشف تقرير لمنظمة (مجموعة الأزمات الدولية) عن طبيعة التفاهمات التي أبرمت بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2014 في إطار تهدئة الوضع المشتعل في مدينة القدسالمحتلة على خلفية تزايد اقتحامات اليهود المتطرفين للحرم القدسي. وأوضحت المجموعة في تقرير موسع نشرت جزءا منه صحيفة هآرتس أن مسؤولين في الأردن والاحتلال والسلطة الفلسطينية كشفوا عن اتفاق من أربع نقاط جرى بين الملك عبدالله الثاني ونتنياهو تعهد الأخير بموجبه بمنع السياسيين الصهاينة من الوصول للحرم وتقليص زيارات المستوطنين إليه ووقف سياسة تقييد زيارة المسلمين من حيث العمر والجنس. وفي المقابل تعهد الملك عبدالله بقيام الأوقاف ب (منع الشبان المرابطين من المبيت داخل الحرم تجنبا للتخطيط لمواجهات مع قوات الاحتلالعند اقتحام الأقصى). ولفتت هآرتس إلى أن التفاهمات انهارت في أعياد شهر تشري العبري بعدما أمر وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان بإبعاد المرابطات عن الحرم وقيام وزير الزراعة أوري أرئيل باقتحام الحرم. واعتبر الأردن الخطوات الصهيونية خرقا للاتفاق المبرم وبالتالي فقد استؤنفت المواجهات في الحرم لكن التهدئة تمت مرة أخرى بفضل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الأردن في اكتوبر 2015 لكن هذه المرة رفض الملك الأردني اللقاء مع نتنياهو. ووفقا للترتيب الجديد فقد تعهد نتنياهو بأن يعلن الحفاظ على الوضع الراهن حيث إن (المسلمين يصلون في الحرم وغير المسلمين يزورونه). وبناء على الترتيب الذي حصل خلال زيارة كيري فقد تم الاتفاق على تركيب كاميرات توثق ما يجري في ساحة الحرم وهو ما لم يحدث لغاية الآن لكن طرأ تقدم في الأسابيع الأخيرة في المفاوضات باتجاه تركيبها بالتزامن مع توزيع منشورات باللغة العربية تدعو إلى كسر الكاميرات. وتلفت الصحيفة إلى أن المعطيات تشير إلى أن منع المستوطنين من دخول الحرم يقابله حالة هدوء وانخفاض كبير في المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في القدس. وتنقل عن الباحث (أبيف تترسكي) قوله إن هناك علاقة بين القيود الجماعية وبين تدهور الوضع الأمني في القدس. وقال تترسكي: (في كل مرة يوجد فيها تقييد رأينا انتشارا للعنف. رأينا هذا بأعيننا أكثر من مرة فالشرطة تغلق الحرم وتنصب الكثير من الحواجز في أزقة البلدة القديمة فيشوش هذا الحياة هناك). يشار إلى أن نتنياهو فجر الأوضاع في القدسالمحتلة والضفة الغربية عام 2015 بعد قراره إغلاق الحرم القدسي لأول مرة منذ احتلاله عام 1967 ومنع الفلسطينيين من الدخول إليه في حين كانت جماعات المستوطنين تتمتع بالحرية للوصول إلى الحرم واقتحامه.